فاطمة الزهراء فالكو
“يتوقف بك الزمن فجأة وانت تحس بالعجز الكبير تجاه اعاقتك البدنية التي لا تملك امامها القدرة على التنقل.. هذا الحاجز الكبير الذي يمنعك من ممارسة اي رياضة على الاطلاق… ”
هكذا افتتح “مصطفى” ذو الاربعة وعشرين ربيعا كلامه وهو يحكي لنا قصة معاناته في البحث عن سبيل سهل يجعل منه بطلا رياضيا..
يقول مصطفى مسترسلا:تتعدد الاعاقات والنتيجة واحدة شح في المؤسسات المؤطرة للاشخاص ذوي الاعاقة ونقص في المراكز التي من شأنها تبني مثل هذه الفئة التي ترى نفسها قادرة على ممارسة شتى اشكال الرياضات في حال توفرت لهم الظروف الموصلة الى ذلك ومنحهم فرصة لتنمية قدراتهم ومهاراتهم وتحقيق احلامهم…
وصف مصطفى في جزء من قصته واقع الرياضة في مختلف الاحياء الهامشية وصعوبة ولوج الاشخاص ذوي الاعاقة اليها ،كما وصف في جزء آخر صعوبة اندماج هذه الفئة داخل المجتمع والقضاء على حالة العزلة والانفراد التي تعاني منها هذه الفئة تحديدا
كان لابد لصطفى ورفاقه الذين تجاوز عددهم 60شخصا ايجاد ايطار قانوني. فجاءت فكرة احداث جمعية رياضية تمنحهم صفة المشاركة في التظاهرات الدولية والوطنية وتعطيهم حق الترافع من اجل تحقيق مطالبهم الرياضية
جمعية النادي الرياضي “اجيال سيدي مومن للأشخاص في وضعية اعاقة ”
المنضوية تحت لواء “الجامعة الملكية المغربية لرياضةالاشخاص في وضعية اعاقة ”
هذه الجمعية التي تأسست في01/012018 والتي ضمت ستين لاعبا منحتهم فرصة الاحتراف في العديد من الرياضات
البوتشيا ،كرة القدم لمبتوري الاطراف
العاب القوى الخاصة بهذه الفئة وكذالك الكرة الحديدية ثم السباحة في مرحلة اولى دامت قرابة السنتين
ثم تمكن هؤلاء الاعضاء من الانضمام الى فرق المسايفة وكرة المضرب على الكراسي في المرحلة الثانية من الادماج
تضم الجمعية اليوم اربعة لاعبين في المنتخب الوطني لالعاب القوى ولاعب واحد في المنتخب الوطني للبوتشيا.
يقول “مصطفى”:
شرف لنا اننا مثلنا المغرب في المخيم التدريبي الدولي بكوريا الجنوبية وحصلنا على المرتبة السادسة سنة2019
ثم قمنا بتمثيل بلدنا في البطولة العربية للأشخاص في وضعية اعاقة سنة2021m
يواصل مصطفى كلامه : نحس بفخر كبير وبروح ايجابية تعلو فريقنا لاننا اثبتنا قدرة الاشخاص مثلنا على رفع سقف التحدي عاليا برعاية جمعيتنا التي وفرت لنا الكثير من سبل النجاح بما في ذلك التنقل السهل بتوفير باصات خاصة اتناء كل تظاهرة وهذا المشكل كان عقبة كبيرة امامنا
تجدر الاشارة انه رغم الانفراج الذي عرفه واقع الرياضة محليا بهذه المنطقة بعد احداث عدة جمعيات مماثلة إلا أن مشاكل عديدةتبقى قائمة أمام الاشخاص في وضعية إعاقة وخصوصا جمعية نادي اجيال سيدي مومنومن اهمها عدم وجود دعم سنوي قار للجمعية يمكنها من مواصلة مسارها الرياضي والتكويني للأعضاء وعدم القدرة على توفير مقر
خاص بها..
ثم غياب المعدات الرياضية الضرورية نظرا لارتفاع كلفتها
كما نسجل عدم القدرة على توفير قاعات وملاعب خاصة بكل رياضة خصوصا حلبة العاب القوى ومسبح للتداريب
ويبقى العائق الاكبرعدم قدرة الجمعية واعضاؤها على توفير وسيلة نقل قارة تساعد اللاعبين على التنقل السلس والآمن.
ويبقى طموح اللاعبين الكبير
الدافع الاقوى لتخطي مثل هذه المعوقاتوالمشاكل ومواصلة دربهم في نيل الالقاب الرياضية رغم اعاقتهم في انتظار تدخل المسؤولين
بالمنطقة والاخذ بعين الاعتبار احتياجات فئة خاصة شرفت بلادنا في اكبر المحافل الرياضية.
تم هذا العمل في ايطار تكوين مشترك ببن مؤ سسة “مهارات” بلبنان ومؤسسة “دوتشي فيله”الالمانية