بنظرة يغلب عليها التشاؤم، ترى رئيسة المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، أن عودة التضخم لمستوياته الطبيعية خلال المستقبل القريب أمر مستبعد، على الرغم من ظهور بوادر على ذلك.
وأشارت لاغارد في تصريحاتها لمجموعة فوسينتو الإعلامية الإسبانية، أن التضخم الأساسي “لا يشمل أسعار الأغذية والوقود” في منطقة اليورو، “قد يبقى مرتفعا لفترة قادمة من الزمن، حتى لو تراجعت نسبة التضخم الإجمالية”.
تأتي تصريحات لاغارد في الوقت الذي يتحضر البنك المركزي الأوروبي إلى رفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس خلال وقت لاحق من الشهر الجاري.
وأضافت المسؤولة أنه “من المهم مواصلة اتخاذ الخطوات اللازمة على صعيد السياسة النقدية، لمواجهة التضخم المرتفع، والسير به نحو المستويات المستهدفة البالغة 2 بالمئة”.
ونبه عدد من صناع السياسات مؤخرا إلى أن رفع المركزي الأوروبي للفائدة يجب أن يستمر حتى يبدأ التضخم الأساسي في الانخفاض نحو المعدل المستهدف البالغ 2 بالمئة.
وفي اجتماع السياسة النقدية الأخير لمجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، أوضح أنه سيواصل مساره في رفع أسعار الفائدة بشكل كبير وبوتيرة ثابتة لضمان عودة التضخم في الوقت المناسب إلى هدفه.
جدير بالذكر أن معدل التضخم السنوي لمنطقة الأورو سجل انخفاضا في فبراير للشهر الرابع على التوالي، إلى 8.5٪ على أساس سنوي، وفقًا لـ “Eurostat”، لكن دون أن يصل إلى الانخفاض المتوقع.
هذا وقد صل التضخم إلى أعلى نقطة له في أكتوبر الماضي، عند 10.6٪، بعد عام ونصف من الارتفاع المستمر، الذي تسارع بسبب الحرب في أوكرانيا.
ولكن بعد الانخفاضات الحادة في نوفمبر وديسمبر ويناير، بفضل الهدوء في أسعار الطاقة (الكهرباء والغاز والنفط)، سجل شهر فبراير تباطؤا في انخفاض التضخم، وذلك نتيجة عدة أسباب على رأسها ارتفاع أسعار المواد الغذائية.