انطلقت أشغال المؤتمر الوطني السادس لحزب الاتحاد الدستوري، اليوم السبت بالدار البيضاء، تحت شعار “الاتحاد الدستوري : تجديد واستمراية”، في محطة تشهد تنافسا بين أربعة مرشحين لشغل منصب الأمين العام الجديد للحزب خلفا لمحمد ساجد الأمين العام المنتهية ولايته.
ويتعلق الأمر بكل من محمد جودار النائب الأول للأمين العام، والحسن عبيبابة عضو المكتب السياسي للحزب، والشاوي بلعسال رئيس المجلس الوطني للحزب، ومحمد بنسعدي عوض المجلس الوطني للحزب.
وخلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أبرز ساجد، في معرض تقديمه للتقرير الأدبي أمام المؤتمرين، أنه كان من المتفق عليه تنظيم المؤتمر الوطني السادس للحزب في أجله المحدد، إلا أن انتشار جائحة كوفيد-19 أدت إلى تأجيل سلسلة من المواعيد واللقاءات المكثفة من أجل السير نحو انعقاد هذا المؤتمر.
وقال إن الحزب بمرجعيته الليبرالية وقوته الاقتراحية وتاريخه الفاعل وثباته على مواقفه في مختلف الأحداث على مدار التاريخ يؤكد بالملموس على ضرورة تجديد النخب من أجل تقوية الحزب داخليا وخارجيا، مضيفا أن محطة المؤتمر هي فرصة من أجل إعادة هيكلة وهندسة التركيبة الحزبية وضخ دماء جديدة تمكن من توسيع رقعة المشاركة في الابتكار السياسي بما يعزز رص الصفوف ولم الشمل وتوحيد الكلمة من أجل المساهمة في البناء المؤسساتي للحزب.
وذكر ساجد أن الحزب عاش في الفترة الفاصلة بين المؤتمر الخامس والسادس ديناميكية متميزة، حيث شارك في الحكومة بعد غياب دام 18 سنة وساهم في المشهد السياسي بحضور متميز في جميع المؤسسات المحلية منها أو الوطنية، منوها بجدية وفعالية الفريقين البرلمانيين بمجلس النواب ومجلس المستشارين، وكذا بالعمل الكبير الذي يقوم به المنتخبون والمناضلون على جميع المستويات المحلية.
وفي هذا السياق، أشار ساجد إلى أن محطة الانتخابات التشريعية والمحلية والجهوية لسنة 2021 عرفت نتائج إيجابية بالنسبة للحزب مقارنة مع السنوات السابقة، إذ تم الحصول على ما ينهاز نصف مليون صوت مقارنة بالانتخابات السابقة التي تحصل الحزب خلالها على ربع مليون صوت، بالاضافة إلى ارتفاع عدد مقاعده الجماعية إلى أزيد من 1600 من المنتخبين الجماعيين، وأزيد من 70 رئاسة جماعية ومقاطعة على الصعيد الوطني، فضلا عن رئاسته عددا من المجالس الاقليمية ومجموعات الجماعات.
وفي ما يخص القضية الوطنية، أكد ساجد أن الحزب يستمر في الحرص على تجسيد روح الإجماع الوطني حول السيادة والوحدة الترابية بالاضافة إلى المساهمة الفعالة على مستوى الدبلوماسية الموازية خصوصا عبر الشبكة الليبرالية العالمية والشبكة الليبرالية الافريقية والشبكة العربية.
وأضاف أن الحزب يعتز بالبرامج التنموية الضخمة التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمملكة من بنيات تحتية، من موانئ ومناطق اقتصادية صناعية وفلاحية، مشيرا إلى أن هذه الدينامية الهائلة مكنت من تحقيق انتصارات متتالية، منها الاعتراف المتزايد بمغربية الصحراء، وفتح أكثر من 30 قنصلية في العيون والداخلة، وجلب استثمارات خارجية، والتي تحققت بفضل الدبلوماسية الملكية المبنية على الهدوء والوضوح والحكمة والتبصر.
من جانب آخر، أشار ساجد إلى أن الجائحة مكنت من الوقوف على النواقص والاختلالات في قطاعات مختلفة “وأظهرت كذلك قدرتنا للتجاوب مع متطلبات الفئات المتضررة بفعالية لم نكن نتوقعها”، لافتا إلى أن هذه الجائحة تلتها الحرب التي اندلعت في أوكرانيا والتي ساهمت في زعزعة الاقتصاد العالمي.
وشدد على أن هذه الأزمات العميقة والخطيرة تتطلب “تعبئة جميع طاقاتنا ومؤسساتنا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس لتسريع وتيرة إنجاز جميع الأوراش العملاقة والضخمة التي أمر بفتحها”، مشيرا على الخصوص إلى ورش النموذج التنموي الجديد، وورش الحماية الاجتماعية الشاملة لتوفير ظروف العيش الكريم لجميع الفئات، وورش إصلاح المنظومة التعلمية.
ويتضمن برنامج أشغال هذا المؤتمر خلال اليوم الأول، تقديم والمصادقة على التقريرين الأدبي والمالي والورقة السياسية، والبت في التعديلات المحدثة على النظام الأساسي للحزب، فضلا عن انتخاب أجهزة الحزب بما في ذلك الأمين العام للحزب، ونائبه، وكذا المصادقة على لائحة المكتب السياسي، وانتخاب رئيس المجلس الوطني للحزب.
فيما سيخصص اليوم الثاني للمؤتمر لعقد اجتماع المجلس الوطني للحزب (دورة المرحوم المعطي بوعبيد)، وتكوين اللجان والمصادقة عليها، وعرض مشروع النظام الداخلي للحزب.