“زياش يثير المشاكل” بهذه العبارة كان البوسني، وحيد خاليلوزيتش، يرد على أسئلة الصحفيين كلما سئل عن استبعاده لاعب تشيلسي الإنجليزي، حكيم زياش، عن لائحة المنتخب الوطني المغربي، وتشبثه بقراره رغم مطالب الشارع الرياضي الوطني، ورغم محاولات التدخل لإقناعه عن التراجع عن قراره، لكن كل هذا لم يمنع زياش من التعبير عن وطنيته واستعداده لحمل قميص أسود الأطلس، والدفاع عن ألوانه مستقبلا.
عودة زياش مطلب جماهيري
لم يكن خليلوزيتش يظن أنه رغم اتهاماته لزياش بأنه لا يمكن الوثوق به ويثير المشاكل داخل المنتخب، سيزيد من رغبة الجماهير المغربية في المطالبة بعودته أمام الأداء الباهت، الذي كان الأسود يظهرون به في حقبة البوسني والأجواء العصيبة، التي كان الشارع الرياضي المغربي يتابع فيها مباريات منتخبه، وكل ذلك زاد من حظوظ زياش في العودة إلى مكانه الأصلي في صفوف الكتيبة الوطنية والإطاحة بوحيد والتسبب في إقالته من منصبه.
إتحاد الكرة…الاستغناء عن وحيد وإعادة زياش
في ظل النتائج السلبية التي كان يحققها المنتخب في فترة وحيد، والدعوات الشعبية لإعادة عدد من اللاعبين المغضوب عليهم من طرف وحيد، ومنهم زياش، لم يكن لدى الجامعة حل سوى التدخل والانتصار للروح الوطنية، وإعادة الهيبة للفريق الوطني، حيث تم التعاقد مع الإطار الوطني وليد الركراكي، الذي حقق إنجازات كبيرة مع نادي الوداد الرياضي البيضاوي قاريا ومحليا، وكان محل تفاؤل وثقة من أغلب الجماهير.
إصرار الجامعة على إقالة وحيد والتعاقد مع وليد لم يكن عبثا، بل كانت واثقة من قدرة الرجل على خلق جو عائلي مع لاعبيه، وقيادة المنتخب نحو تحقيق نتائج إيجابية في مونديال قطر 2022، وإسعاد الجماهير المغربية والإفريقية قاطبة، وهذا ما يثبته إلى حدود الآن.
وليد الركراكي ودعم نجم تشيلسي
منذ توليه مهام الإشراف على النخبة الوطنية، أظهر “الركراكي” مدى قدرته على صنع فريق وطني متكامل ومنسجم، إذ استطاع في ظرف وجيز أن يكمل استعداده لكأس العالم والخروج من المباريات الإعدادية برضا الجمهور، ولاسيما نجاحه في دعم اللاعبين العائدين لأحضان المنتخب، حيث لم يجد أي صعوبة في جعل حكيم زياش يفجر طاقاته داخل أرضية الميدان، وصناعة الفارق في عدد من المباريات، كما أنه ظهر بوجه مشرف منذ انطلاق المونديال، مؤكدا بذلك صحة مطالب الجماهير، التي ظلت تدعو إلى إعادته إلى الفريق الوطني للدفاع عن ألوانه.
دعم الركراكي أعطى شحنة إيجابية لزياش من أجل تأكيد أحقيته في الالتحاق بالمنتخب، مساهما في صنع ملحمة بلوغ دور الربع النهائي، وبعث الفرح في نفوس الشعب المغربي وإدخال الفرحة لكل البيوت المغربية، فضلا عن الحدث الأبرز هو خروج الملك محمد السادس للاحتفال مع المواطنين بالتأهل.