احتضنت الرباط أمس الاثنين ورشة تكوينية لفائدة المهنيين في مجال تكنولوجيا الإعلام والاتصال حول حماية الأطفال على الإنترنت، نظمت بمبادرة من وكالة التنمية الرقمية والاتحاد الدولي للاتصالات بهدف ترسيخ ثقافة الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا الرقمية بالنسبة للأجيال المستقبل.
وأكد المدير العام لوكالة التنمية الرقمية، محمد الإدريسي الملياني، أن هذا التكوين لفائدة المنظمات والمؤسسات العمومية المعنية، يأتي تفعيلا للمبادئ التوجيهية للاتحاد الدولي للاتصالات بشأن حماية الأطفال على الإنترنت في المغرب، وهو ما يمثل لبنة هامة في التعاون في هذا المجال.
وقال الملياني في كلمة تلتها نيابة عنه مديرة التحول الرقمي بالوكالة، خلود أبيجا، إن “هذه المبادرة المشتركة تؤكد التزامنا المشترك ببناء بيئة موثوقة عبر الإنترنت للأطفال والشباب، وترسيخ ثقافة الاستخدام الرقمي المسؤول للأجيال القادمة”.
وأضاف أن “التكنولوجيا الرقمية تبرز اليوم كفرصة حقيقية لبلد بأكمله. في الواقع، يعد التحول الرقمي منعطفا لا جدال فيه، بالنظر إلى مزاياه المتعددة وفوائده الاجتماعية والاقتصادية الكبرى وآثاره على جميع الفاعلين: الإدارات والشركات والمواطنين”.
وأبرز أن الاستخدام غير المناسب للتكنولوجيا الرقمية، وخاصة الإنترنت، ينطوي على مخاطر يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة على الأطفال على مختلف المستويات، لا سيما النفسية والاجتماعية، مشيرا إلى أن العديد من المنظمات، بما في ذلك الاتحاد الدولي للاتصالات، أصدرت سلسلة من التوصيات تدعو البلدان الأعضاء إلى اعتماد برامج محددة لتعزيز ثقافة الاستخدام المسؤول والمناسب للتكنولوجيا الرقمية، بهدف حماية الأطفال من المخاطر والتهديدات المحتملة ذات الصلة باستخدام الإنترنت.
وتابع أن الاتحاد الدولي للاتصالات أطلق مبادئ توجيهية جديدة لحماية الأطفال على الإنترنت في يونيو 2020 على شكل مجموعة من الأدلة والتوصيات لرفع مستوى الوعي بين الأطفال وأولياء الأمور والمربين وصناع القرار.
وقال إن هذه المبادئ التوجيهية تهدف إلى إرساء بيئة ثقة رقمية مستدامة ومسؤولة، مضيفا أن وكالة التنمية الرقمية أطلقت سنة 2020 مبادرة الثقافة الرقمية لحماية الأطفال على الإنترنت والتي تتمثل في العمل بشراكة مع الجهات المعنية، على التحسيس والتواصل لتعزيز الاستخدام الآمن للتكنولوجيا الرقمية لحماية هذه الفئة من المخاطر والتهديدات ذات الصلة.
من جهته، قال مدير المكتب الإقليمي للاتحاد الدولي للاتصالات للدول العربية، عادل محمد درويش، في كلمة تلتها نيابة عنه روضة الأمير علي، مديرة البرامج في هذا المكتب، إن هذه الورشة تعكس التزام الاتحاد الدولي للاتصالات في مجال حماية الطفل، وتهدف إلى تنوير صناع القرار بشأن السياسات العامة في هذا المجال والتعقيدات السلوكية للأطفال على الإنترنت، فضلا عن التهديدات التي يشكلها الفضاء الرقمي.
ووصف المتحدث الشراكة بين الاتحاد الدولي للاتصالات ووكالة التنمية الرقمية في مجال الشمول الرقمي ب”الاستراتيجية” ليس في المغرب فقط بل في العالم العربي أيضا.
وأبرز درويش التأثير الكبير للتعاون مع وكالة التنمية الرقمية، معربا عن رغبته في أن يعمل الطرفان بشكل أكبر للنهوض ببيئة صحية للأطفال في مواجهة مخاطر الفضاء الرقمي.
وتمحورت هذه الورشة التكوينية هذه حول أربع جلسات وهي “احترام حقوق الطفل – فهم المخاطر والأضرار عبر الإنترنت والتعامل معها”، و”فهم حقوق الطفل في البيئة الرقمية”، و”الاستغلال والاعتداء الجنسي على الأطفال عبر الإنترنت – تحليل متعمق” و”دعم حقوق ورفاهية الأطفال في العصر الرقمي”.