سلطت ندوة نظمت أمس الخميس بمراكش، الضوء على مكانة الأمازيغية في المشهد الإعلامي وذلك بمشاركة أساتذة جامعيين وباحثين، ومهتمين، وفعاليات المجتمع المدني.
وتأتي هذه الندوة التي نظمتها المديرية الجهوية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع التواصل بجهة مراكش آسفي، بتعاون مع غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة مراكش آسفي، حول موضوع “الأمازيغية في الإعلام”، احتفاء بالسنة الأمازيغية الجديدة 2974.
وأبرزت المديرة الجهوية لقطاع التواصل بجهة مراكش آسفي، نفيسة بلبركة، أن الإعلام يعد من المجالات التي تحققت فيها مجموعة من المكتسبات بالنسبة للأمازيغية تفعيلا لمقتضيات دستور 2011 الذي أكد على البعد الأمازيغي في الهوية الوطنية ذات الروافد المتعددة والمتنوعة في إطار الوحدة الوطنية.
وذكرت السيدة بلبركة بالأحداث المهمة التي أعقبت دسترة الأمازيغية والتي من بينها دفاتر متعهدي الإعلام السمعي البصري التي أعدتها وزارة الاتصال وسعت إلى تعزيز حضور الأمازيغية بمختلف القنوات المرئية والمسموعة العمومية، وتشجيع الابداع والإنتاج السينمائي بالأمازيغية، إلى جانب إطلاق وكالة المغرب العربي للأنباء سنة 2013 لبوابتها الإلكترونية باللغة الأمازيغية والتي ساهمت في تعزيز التعددية اللغوية التي تميز المملكة.
وأكدت في هذا السياق مواصلة وزارة الشباب والثقافة والتواصل- قطاع التواصل العمل من أجل تعزيز وترسيخ استعمال اللغة الأمازيغية باعتبارها لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية انسجاما مع العناية الخاصة التي توليها الحكومة لورش تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
من جهته، أكد منسق سلك الإعلام والتواصل بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، رشيد أعرضي، على أهمية إدراج اللغة الأمازيغية في الوسط الرقمي واعتبارها منتوجا ثقافيا لاسيما وأن المغرب يعد بلدا ذا تاريخ عريق، وغني بمخطوطاته التي يجب استغلالها في تنظيم المعارض وتسويقها في الإعلام العربي والأمازيغي.
وأشار من جهة أخرى، إلى ضرورة توسيع المجال السمعي البصري ليتناول جميع الفنون وإبلاغها إلى أكبر عدد من شرائح المجتمع المغربي، وكذا استغلال الصناعة الثقافية باعتبارها الدعامة الاقتصادية للمجتمع، والاستفادة من منصات التواصل الاجتماعي للانفتاح على لغات عالمية أخرى.
وأكدت باقي المداخلات على أهمية مواصلة البحث والتفكير في أسئلة تمثيل اللغة والثقافة الأمازيغيتين في الإعلام بكل وسائطه، مشيرين إلى ضرورة تكثيف الجهود من أجل بلورة حلول ناجعة لتمويل الإعلام الناطق بالأمازيغية.
وتناولت الندوة مجموعة من المواضيع تمحورت حول “أهمية الإعلام السمعي البصري في إدماج اللغة الأمازيغية في الحياة العامة”، و”صورة الأمازيغية في الإعلام الغربي”، و”الأمازيغية في الإعلام: أسئلة اللغة والثقافة”، و”الأمازيغية ووسائل الإعلام الرقمية “.
وبموازاة مع هذه الندوة، أ قيم معرض للصور الفوتوغرافية تحت عنوان” الأمازيغية مكون رئيسي للهوية المغربية”.
ويروم المعرض المتكون من 28 قطعة، إبراز مختلف الأشواط التي قطعها مسار النهوض بالأمازيغية انطلاقا من خطاب أجدير 2001، مرورا بترسيم الأمازيغية في دستور 2011، باعتبارها رصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية بهذا الخصوص، وما أعقب ذلك من مكتسبات توجت بالقرار التاريخي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس القاضي بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة مؤدى عنها.