شكل موضوع “التراث الثقافي المادي بجهة كلميم واد نون، مؤهلات وفرص واعدة”، محور ندوة نظمت مساء أمس السبت، بكلميم، في إطار المنتدى الجهوي الأول للصناعات الثقافية بجهة كلميم واد نون الذي نظمته على مدى يومين(24-25 فبراير) جمعية بويزكارن للتنمية والثقافة.
وأبرز رئيس جمعية بويزكارن للتنمية والثقافة، مصطفى أشبان، خلال الجلسة الافتتاحية، أن تنظيم هذه الندوة يأتي لاستحضار ما تزخر به جهة كلميم واد نون من تراث ثقافي مادي غني ومتنوع و أصيل ذي قيمة جمالية ورمزية عالية بأبعاد إنسانية، ويشكل عنصرا أساسيا في ذاكرة ساكنة المنطقة وشاهدا على التفاعلات والأنشطة البشرية التي عرفتها هذه المنطقة منذ عصور ما قبل التاريخ إلى اليوم.
كما أشار إلى أن الهدف من تنظيم هذا اللقاء هو تكريس وعي سياسي ومؤسساتي يعمل على تثمين هذا التراث وتجاوز عوامل الاندثار التي تتهدده.
وخلال هذه الندوة، أكد عدد من المتدخلين، وهم باحثون و مهتمون بالتراث الثقافي، على ضرورة الاهتمام بالتراث الثقافي المادي بواد نون والعمل على إحصاءه وتسجيله كتراث وطني، كمرحلة أولى، ثم إعادة ترميمه حتى يساهم في تحقيق تنمية سياحية وصناعة ثقافية بجهة كلميم وادنون.
وفي هذا السياق، أبرت الأستاذة الجامعية بكلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة ابن زهر بأكادير، عزيزة عكيدة، أن موضوع الندوة يعتبر من المواضيع الأكثر أهمية وتداولا على مستوى العالم خاصة مع بداية الألفية الجديدة إذ استطاعت العديد من الدول الغربية استثمار مقوماتها الثقافية في الرفع من نسبة مداخلها وضخ أموال ضخمة في خزائنها، وكذا امتصاص نسبة كبيرة من البطالة.
وأضافت أن ما وصلت إليه هذه الدول في هذا المجال لم يكن وليد الصدفة وإنما كان نتيجة عمل دؤوب وفق استراتيجية واضحة المعالم وضعها جميع الشركاء على أرضية صلبة ومتينة مكنتهم من تحقيق إنجازات كبرى.
وشددت على أن الوصول إلى اقتصاد ثقافي ناجح يتطلب صياغة سياسة تنموية تقوم على الموروث الثقافي و تمل ك حقيقي لخصوصية المجال وذلك عبر ثتمين وصيانة الموروث المادي واللامادي والحفاظ عليه.
بدوره، تطرق حسان المنصوري، باحث في التراث، إلى معالم التراث الثقافي المادي بجهة كلميم وادنون والبعد التاريخي لهذه المعالم التي أضحت مهددة بالاندثار بسبب عوامل الزمن والتدخل البشري.
وذكر في هذا السياق، بالتصورات التي تهم المشروع التنموي الجديد لاسيما التوصيات التي خرج بها المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، داعيا إلى ضرورة تدخل الفاعل الترابي وخاصة المجالس الترابية (مجلس إقليمي، مجلس الجهة) من أجل وضع تصور و خريطة عمل واضحة من أجل صيانة وتتمين التراث المادي ليكون رافعة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالجهة.
وأكد باقي المتدخلين على أهمية إعادة الاعتبار التاريخي للتراث الثقافي بواد نون عن طريق تظافر جهود جميع الشركاء لإخراج مشاريع تنموية متعلقة بالتراث وتنفيذها على أرض الواقع.
وكانت فعاليات المنتدى الجهوي الأول للصناعات الثقافية بجهة كلميم وادنون قد انطلقت أمس، تحت شعار “التراث الثقافي المادي دعامة للتنمية المستدامة بالجهة” ، بتنظيم ورشتين تكوينيتين لفائدة التلاميذ بثانوية التميز ، الأولى حول آليات إدماج التراث الثقافي المادي في التعليم، والورشة الثانية حول دور درس التاريخ والجغرافيا بالثانوي التأهيلي في تثمين وتسويق التراث الثقافي المادي: جهة كلميم وادنون نموذجا.