احتضن مركز التوجيه والتخطيط التربوي بالرباط، أميس الأربعاء، ندوة علمية حول محاربة العنف في الوسط المدرسي، وذلك في إطار تخليد اليوم الدولي لمكافحة كل أشكال العنف والتنمر في المدارس.
الندوة التي نظمتها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بشراكة مع مركز الموارد والدراسات المنهجية لمكافحة التنمر المدرسي (ReSIS) وشركة (أورونج) شكلت مناسبة قدم فيها مدير هذا المركز، جون بيير لوبون، تفاصيل آلية “الاهتمام المشترك” التي تهدف إلى المساهمة في مكافحة التحرش الإلكتروني والتنمر في الوسط المدرسي.
وأبرز لوبون خلال هذا اللقاء الذي حضره أساتذة ومستشارون وممثلو عدد من مراكز التربية والتكوين، أن المر يتعلق بآلية تروم خلق فرق داخل المؤسسات التعليمية من أجل مكافحة العنف المدرسي عن قرب، ومرافقة ضحاياه ومواكبتهم ومواكبة أسرهم في مواجهة المعاناة التي تنتج عنها، لاسيما العزلة والإهمال.
وأكد بولون أن “هدفنا هو التغلب على التفاصيل الصغيرة التي تمر في الغالب دون أن يلاحظها أطر المدارس، كالسخرية والتنابز بالألقاب وعزل بعض التلاميذ، وهي تفاصيل تجعل الحياة صعبة لدى التلاميذ الذين يتعرضون لها”.
وبعدما أشار إلى أن ظاهرة العنف المدرسي تعتبر ظاهرة جماعية تعتمد في الغالب على محاكاة التلاميذ للمضايقات تجاه فرد منهم، أبرز أن الأولوية هي وجود فريق في الوسط من شأنه كسر هذا التأثير الجماعي السلبي، والعمل على جعل التلاميذ يستشعرون الأمان بشكل أكبر داخل المدارس.
من جانبها، قالت مديرة برنامج تعميم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم بالمغرب “جيني”، إلهام العزيز، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه الندوة التأطيرية تأتي في سياق خارطة الطريق 2022-2026 التي بلورتها الوزارة خصوصا في الالتزامين 6 و 11 المرتبطين بالتأكيد على إرساء مدرسة آمنة ووسط آمن للتلاميذ.
وأكدت العزيز أن الوزارة تعمل في هذا الإطار مع عدة شركاء على تكوين أساتذة وأطر الدعم التربوي والموجهين بوسائل تجعلهم يرصدون داخل الوسط المدرسي أي مشاكل محتملة يعاني منها التلاميذ كالتحرش أو المضايقات من طرف أقرانهم لخلق جو آمن لهم.
وأبرزت أن هذه الندوة تهدف إلى التعريف بآلية “الاهتمام المشترك” بتأطير من مركز الموارد والدراسات المنهجية لمكافحة التنمر المدرسي الذي يواكب مديره برنامج تكوين أطر التعليم في هذا الشأن، مشيرة أن الوزارة اعتمدت منذ سنة 2022 مشروعين تجريبيين للمساهمة في مكافحة التحرش الإلكتروني والتنمر في الوسط المدرسي، وذلك داخل عدة مؤسسات إعدادية في أكاديميتي الرباط وطنجة.
وأشارت إلى أنه سيتم العمل على تعميم هذا التكوين على عدد من المؤسسات التعليم الثانوي الإعدادي لفائدة الاساتذة وأطر الدعم التربوي وأطر التوجيه، بالنظر إلى تفشي هذه الظاهرة في الأوساط العمرية التي تتراوح بين 10 سنوات و 14 سنة.
وفي تصريح مماثل، أكد مدير مركز التوجيه والتخطيط التربوي بالرباط، خالد أحاجي أن المركز قام، على اعتباره مركزا للبحث العلمي أيضا، على عدة بحوث تهم العنف اللفظي والجوانب النفسية التي تهم التلاميذ من المراهقين بالأساس، على اعتبار أن هذه المواضيع تدخل في تجويد الحياة المدرسية.
وأبرز أحاجي في هذا الصدد أهمية هذه الندوة التي انكبت على موضوع يقع في صلب استراتيجية الوزارة الوصية ويهم الشق القيمي للمنظومة لتنمية العديد من الكفايات القيمية لدى التلاميذ وتمكينهم من بناء شخصية قوية تمكنهم من الاندماج في الوسط المجتمعي.