شكل موضوع مستقبل اليسار بالمغرب محور ندوة / نقاش نظمت أمس الجمعة بمبادرة من كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية عين الشق (الدار البيضاء)، ونشطتها مجموعة من الشخصيات السياسية المغربية تمثل بشكل أساسي هيئات سياسية من اليسار.
في هذا السياق أبرزت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد نبيلة منيب أن اليسار في العالم مر بفترات قوية وقاسية، مؤكدة أنه في وقت ما من التاريخ تراجع اليسار.
فمع بداية القرن الحادي والعشرين، كان هناك بالتأكيد مكان لليسار لأن اختيارات النيوليبرالية أدت إلى اتساع الفجوات وتوسيع قاعدة الفئات المجتمعية المتأثرة بالفقر، كما جاء على لسان منيب.
وحسب الأمينة العامة، كان من الضروري تصحيح هذا النموذج بنموذج آخر ومغاير قد يكون قيد التشكل.
وخلصت إلى أن هناك مجال لخيارات اليسار، خاصة تلك القائمة على قيم التضامن وتقاسم الثروة في محاولة لتقليص الفجوات المجتمعية والمجالية.
من جهته أكد محمد نبيل بن عبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية على أهمية اختيار موضوع هذه الندوة” لأننا بحاجة لمناقشة حاضر ومستقبل اليسار، لأن البقاء ضمن خانة منطق الحنين لايساعد على السير بعيدا”.
وشدد على أنه يتعين تدارس هذه المسألة بهوية اليسار، واشتراكية متجددة، مع انفتاح على عالم اليوم.
وحسب بن عبد الله، فإن هذه هي الطريقة التي يمكننا بها إعادة إحياء بديل من اليسار، وقد” حان الوقت بالفعل لطرح بديل يساري يقدم الأشكال التي يمكن أن توحدنا وتعطينا المزيد من القوة “.
في السياق ذاته أبرز إبراهيم الراشدي عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أهمية تجميع القوى الاشتراكية الديمقراطية واليسارية من أجل مشروع مجتمعي حقيقي.
في الاتجاه ذاته، وضمن كلمته تساءل علي بوعبيد مدير مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد عن عدم وجود نقاش عمومي بالمغرب حول مستقبل اليمين، في حين يكون في الغالب مستقبل اليسار موضع كل التساؤلات.
وأشار بوعبيد إلى أن اليسار مثل اليمين، موجود في كل مكان في العالم، موضحا أنه يتعين تحديد اليمين ومبادئه من أجل خلق توازن سياسي بناء.
وتميز هذا النقاش بحضور أكاديميين وطلبة وفاعلين في المجتمع المدني.