في ظل الفترة العصيبة التي يعيشها المهاجم الدولي المغربي يوسف النصيري منذ بداية الموسم مع فريقه الجديد فنربخشة التركي، قرر المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، التدخل بشكل مباشر لرفع معنويات لاعبه.
النصيري، الذي يعاني من صيام تهديفي واضح خلال مبارياته الأخيرة، وجد نفسه محاصراً بانتقادات الجماهير التي عبّرت عن استيائها من مستوى اللاعب، خاصة بعد أن أنفق النادي التركي 20 مليون يورو لجلبه من إشبيلية الإسباني في الميركاتو الصيفي الماضي.
مورينيو، بحنكته وتجربته الطويلة، عقد اجتماعا خاصا مع المهاجم المغربي، ليؤكد له دعمه الكامل وثقته الكبيرة في قدراته، وقال مورينيو في هذا اللقاء: “أنا على دراية بمدى جودتك، قد نمر بفترات غير جيدة، أؤمن بشدة أنك ستتغلب على هذا. أنا مؤمن بك وأثق فيك، أغلق أذنيك، انس الانتقادات واستمر في العمل الجاد”.
ومما يزيد من أهمية دعم مورينيو، تصريح الناخب الوطني المغربي وليد الركراكي خلال الندوة الصحفية الخاصة بإعلان لائحة “أسود الأطلس” استعداداً لمواجهتي جمهورية إفريقيا الوسطى، حيث أكد الركراكي أن النصيري يعدّ أحد أفضل المهاجمين في تاريخ الكرة المغربية، بغض النظر عن الآراء المتباينة حول أدائه الحالي.
وقال الركراكي: “يوسف يلعب في ناد كبير ومع أحد أفضل المدربين في العالم، ولا أعتقد أن جوزيه مورينيو غبي حتى يجعل فريقه ينفق 20 مليون يورو من أجل التعاقد مع النصيري”، مضيفًا: “يوسف يمر بفترة صعبة والجمهور قد يكون غاضباً من مستواه وهذا حقه، ولكن عملي كمدرب هو مساعدة اللاعبين لمنحهم الثقة”.
تلك التصريحات تعكس الدعم المشترك الذي يحظى به النصيري من مدربه في النادي ومن مدرب المنتخب، وهو دعم يستند إلى ثقة كبيرة في قدرة اللاعب على تجاوز هذه المرحلة الصعبة والعودة إلى التألق كما كان الحال في كأس العالم 2022، حيث سجل هدفاً تاريخياً في مرمى البرتغال في ربع النهائي.
الانتقادات التي تعرض لها النصيري قد تكون طبيعية، حيث تتغير الآراء سريعا بناء على الأداء اللحظي، ولكن ما يميّز اللاعبين الكبار هو قدرتهم على التعامل مع الضغط واستعادة مستواهم، والنصيري، بخبرته مع إشبيلية والمنتخب المغربي، يدرك جيدا أن التحديات جزء لا يتجزأ من مهنة اللاعب المحترف، وأن العمل الجاد والإيمان بالنفس هما السبيل الوحيد للعودة إلى قمة مستواه.
المعسكر الإعدادي الذي سينطلق هذا الأسبوع في مدينة وجدة سيكون فرصة مثالية للنصيري لاستعادة بعض من بريقه، حيث سيخوض المنتخب المغربي مواجهتين مهمتين ضد إفريقيا الوسطى ضمن تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025، ومع دعم مورينيو والركراكي، تبدو الفرصة سانحة للنصيري للرد على الانتقادات بأداء قوي، ليبدأ رحلة العودة إلى التألق التي ينتظرها عشاق “الأسود” وجماهير فنربخشة على حد سواء.