مهرجان أنديفيلم.. تتويج الشريط الأمريكي “Feeling Through” بالجائزة الكبرى

اختتمت مساء أمس الأحد بالرباط النسخة 15 من مهرجان “أنديفيلم” للسينما والإعاقة، المنظم من قبل جمعية “أنديفيلم” ما بين 1 و4 دجنبر الجاري، بتتويج الشريط الأمريكي “Feeling Through” لمخرجه دونغ رولان بالجائزة الكبرى للمسابقة الدولية للفيلم القصير.

وتدور أحداث فيلم “Feeling Through” حول شاب بلا مأوى يدعى تيريك، يعيش في إحدى الأحياء المهمشة في مدينة نيويورك، ويكافح في حياته اليومية للعثور على مأوى يقيه الشارع. ذات يوم، يلتقي تيريك برجل أصم ومكفوف يحتاج إلى المساعدة في العثور على محطة الحافلات. وبعد تردده في البداية، قرر تيريك مساعدة الرجل، وهو ما سيترك بصمة لا تمحى في مجرى حياته بصفة كاملة، ليتحول من متشرد إلى مدافع عن قيم الاحترام.

وآلت جائزة أحسن رسالة لإذكاء الوعي بقضايا الإعاقة، للشريط الإسباني “Sorda” لمخرجتيه إيفا ليبيرتاد ونوريا مونيوز، بينما حاز الفيلم الفرنسي “Le cœur des hommes se mange cru” لمخرجته إيفان كيبريي بجائزة أحسن سيناريو.

من جهته، فاز الشريط الكوري الجنوبي “Repeated Memories” لمخرجه سو مين بارك بجائزة لجنة التحكيم، بينما حصل الشريط المغربي “Casting” للمخرج عبد المنعم قسوح على تنويه خاص من لجنة التحكيم.

وفي ما يتعلق بالمسابقة الدولية للشريط القصير الخاصة بالشباب، المبرمجة ضمن هذه الدورة أيضا، فقد نال جائزتها الكبرى فيلم “les fleches de l’amour”من ثانوية أبي حيان التوحيدي التأهيلية بالقنيطرة .

بينما آلت جائزة أحسن رسالة لإذكاء الوعي بقضايا الإعاقة للشريط “L’agenda” من ثانوية سيدي علال البحراوي، وحاز فيلم “Soit Fort” على جائزة أحسن سيناريو لثانوية ابن الهيثم بالقنيطرة. أما جائزة لجنة التحكيم فكانت من نصيب “le Son de la rosée” من ثانوية محمد الخامس بسيدي قاسم. فيما كان التنويه الخاص للجنة التحكيم من نصيب الشريط الفرنسي “Handisport” لثانوية CFA le Beausset.

وتميز حفل اختتام النسخة 15 من المهرجان، الذي تنظمه جمعية “أنديفيلم” هذه السنة تحت شعار “السينما كرافعة لتحقيق الاستقلال الذاتي”، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بحضور بعض مخرجي الأفلام المتوجة، وعدد من تلاميذ بعض الثانويات المتوجه وأفراد عائلاتهم.

وذكر مدير مهرجان “أنديفيلم”، حسن بنخلافة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن دورة هذه السنة من المهرجان، التي اختارت تيمة السينما كرافعة للتمكين، حرصت على تنظيم العديد من الندوات والورشات التي تسلط الضوء على هذا الموضوع.

وأضاف المدير العام للمهرجان أن الأفلام المشاركة تتميز بطرح سينمائي مهم يعتمد على مبدأ الإدماج وإبراز الإمكانيات الإبداعية التي يتمتع بها الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وفي تصريح مماثل، نوهت رئيسة لجنة تحكيم هذه الدورة من المهرجان، المخرجة خولة أسباب بن عمر، بمستوى الأفلام المشاركة في المسابقة من خلال طرق تعبيرها المختلفة، “التي تبعث على أحاسيس مختلفة للغاية”.

وأشادت خولة أسباب بن عمر بمبادرة المهرجان الرامية إلى الاشتغال مع تلاميذ الثانويات، وتوعيتهم بالسينما والتعبير عن طريق الصورة، سواء تعلق الأمر بموضوع الإعاقة كما هو الحال بالنسبة لهذه النسخة أو بمواضيع أخرى، مبرزة أن من شأن هذا الأمر أن يفتح أمام هؤلاء التلاميذ أبوابا وطرقا جديدة ومبتكرة للتعبير.

وتضم لجنة تحكيم المهرجان إلى جانب خولة أسباب بن عمر، كلا من المخرجة فاطمة بوبكدي، والممثل محمد الشوبي، إضافة إلى الصحافية مها كرومبي، وماورو بورين، المهتمة بالأفلام التي تتناول موضوع الإعاقة.

يشار إلى أن برنامج نسخة هذه السنة من مهرجان “أنديفيلم” تضمن عرض 29 فيلما من 11 بلدا من مختلف بلدان العالم، تعقبها مناقشة للأفلام المعروضة، إضافة إلى أنشطة موازية من ضمنها على الخصوص مائدة مستديرة حول موضوع “السينما كرافعة للتمكين”، وماستر كلاس ومحترفات ومناظرات.

ويضم المهرجان مسابقتين؛ المسابقة الرسمية الدولية للشريط القصير، والمسابقة الرسمية للفيلم القصير جدا الخاصة بالشباب، وعن كل مسابقة جائزة كبرى، يتم توزيع جائزة أحسن رسالة لإذكاء الوعي بقضايا الإعاقة للشريط، وجائزة أحسن سيناريو، وجائزة لجنة التحكيم، إضافة إلى التنويه الخاص للجنة التحكيم.

كما اشتمل البرنامج على ندوات حول مواضيع “النساء والدعم الاجتماعي للأشخاص في وضعية إعاقة عميقة بالمغرب”، و”مهن السينما التي يمكن للأشخاص في وضعية إعاقة أن يلجوها”، و”مهن الطبخ والتمكين”، و”الإعاقة، المطبخ والسينما”.

ويعد مهرجان “أنديفيلم” تظاهرة سنوية ذات طابع فني ثقافي واجتماعي تهدف إلى الترويج من خلال السينما لقيم الاحترام والتسامح وثقافة الترحيب بالإعاقة كتنوع واختلاف، والتعريف بالإنتاج السينمائي الذي له صلة بموضوع الإعاقة، إضافة إلى توعية الجهات الفاعلة في المجتمع المدني والمؤسسات العامة بأهمية الأنشطة الإبداعية الفنية والثقافية لدى الشباب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.