من طنجة.. رئيس ليبيريا يدعو الدول الإفريقية إلى “رص الصفوف” لمواجهة التحديات متعددة الأوجه

قال رئيس ليبيريا، الدكتور جورج ويا، ضيف شرف منتدى ميدايز، مساء أمس الأربعاء بطنجة، إنه لا خيار أمام البلدان الإفريقية سوى رص الصفوف والجنوح إلى التعاون المتين والمعزز من أجل مواجهة التحديات متعددة الأوجه.

ورحب الدكتور ويا، في كلمة خلال الافتتاح الرسمي لمنتدى ميدايز المنعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بين 2 و 5 نونبر، بمشاركته كضيف شرف في هذا الموعد الأساسي لتبادل وجهات النظر بين أرباب القرار بدول الجنوب، معربا عن أمله في أن تساهم الدورة الرابعة عشرة من ميدايز “في إرساء أسس تعاون متبادل وثقة متينة بين الشعوب واندماج وتعايش سلمي بإفريقيا”.

بخصوص شعار هذه الدورة “من الأزمات إلى الأزمات: نحو نظام دولي جديد؟”، ذكر رئيس ليبيريا بأننا “نعيش اليوم في عالم عرضة للفوضى ولأزمات لا يمكن التغلب عليها وهي تهدد صميم النظام الدولي”، منوها بأن “جائحات إيبولا وكوفيد 19 وجذري القردة، إلى جانب الكوارث الطبيعية الناجمة عن التغيرات المناخية، تهدد الاستقرار السياسي، وبالتالي تشجع على اندلاع الحروب”.

وتابع بأن “الميزة التي نتمتع بها كأفراد هي امتلاكنا لقوة الحكمة ولقدرتنا على الصمود في وجه الشدائد حتى وإن كانت تبدو عصي على التجاوز”، معتبرا أنه “ليس هناك أي بلد بمعزل عن الأزمة المناخية”.

وقال إنه “لجعل العالم أكثر سلاما وسعادة، علينا التزام وواجب إنقاذ العالم من الكارثة”، مشيرا إلى “أن تجربتنا الجماعية للحياة معا بالعالم تفرض علينا إذن دفع عزمنا الجماعي ورص الصفوف للتعاون والتآزر”.

وقال إنه لمواجه “مختلف التحديات الهائلة التي تنتظرنا، علينا الاقتراب من بعضنا البعض واستعمال قوتنا الجماعية لمواجهة الصعوبات التي نواجهها”، داعيا بلدان الجنوب عموما، والإفريقية بوجه خاص، إلى توحيد معارفها ومواردها وقواها.

في هذا السياق، ناشد رئيس ليبيريا الدول الإفريقية إلى الاستثمار في مشروع أنبوب الغاز “المغرب – نيجيريا” والذي سيمكن من تزويد كامل بلدان غرب إفريقيا التي سيمر عبرها، مشددا على أننا “على قناعة بأن هذا المشروع سيدفع بالاندماج الإقليمي بالمنطقة وسيفيد كل البلدان التي ستشارك فيه”.

وافتتحت مساء الأربعاء رسميا أشغال المنتدى الدولي “ميدايز”، الذي ينظمه معهد أماديوس من 2 إلى 5 نونبر بطنجة تحت شعار “من الأزمات إلى الأزمات: نحو نظام دولي جديد؟”.

وتشكل هذه الدورة فرصة لمناقشة القضايا الجيوسياسية والاقتصادية والاجتماعية الرئيسية التي تهز الكرة الأرضية، من قبيل الحرب بأوكرانيا، والنزاعات وعدم الاستقرار في أفريقيا، والتوترات في المحيطين الهندي والهادئ، وأزمات الغذاء والطاقة، والتضخم، وتغير المناخ …

بعد سنتين من التوقف، بسبب القيود الصحية، يشكل منتدى “ميدايز” الدولي موعدا مرة أخرى لأكثر من 230 متدخلا متميزا من 80 دولة، بالإضافة إلى الخبراء والمراقبين والمهتمين والباحثين في مجال العلاقات الدولية، ليصل عدد المشاركين المتوقع إجمالا إلى 5000 شخصا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.