تقرير يرصد وجود إسرائيل واليهود في المقررات الدراسية العربية

تناول تقرير حديث صادر عن “معهد الدراسات الإسرائيلي للأمن القومي”، الاتجاهات الرئيسية في تعاطي الكتب المدرسية الإسلامية والعربية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع قضايا إسرائيل واليهود، مسجلا أن تناول قضايا اليهود في هذه المناهج يتراوح ما بين “المجازات اللاذعة النموذجية للتقاليد المتعلقة بالعلاقات المتوترة بين النبي محمد واليهود، وبين تأثير معاداة السامية الأوروبية الحديثة مع رد الفعل العنيف ضد الاستعمار الصهيوني”.

وأشارت الوثيقة ذاتها إلى وجود اتجاهين رئيسيين للكتب المدرسية باعتبارها الحامل الذي يتلقى من خلاله جيل الشباب الدروس الدينية والمدنية والوطنية؛ الأول تتبناه الدول التي تروج لرؤية معتدلة دينيا وشاملة تراعي المعايير الدولية للسلام والتسامح، مثل المغرب وبعض دول الخليج، أما الاتجاه فهو ذلك الذي “تتبناه الدول الأصولية الإسلامية ذات الأفكار الرجعية التي تدفع بأن وجود فلسطين يعتمد على نزع الشرعية تماما عن إسرائيل، وإلى حد ما عن اليهود، وتشمل إيران وسوريا والعراق والحوثيين اليمنيين”.

كما أشارت إلى وجود دول “تتبنى أسوأ الآراء ضد اليهود وإسرائيل في كتبها الرسمية على الرغم من ارتباطها بإسرائيل من فترة طويلة، ويتعلق الأمر بقطر والأردن والسلطة الفلسطينية”، لافتا إلى أن “كتب التربية الإسلامية في جميع مناهج الدول تحتوي درجات متفاوتة من المحتوى المعادي لليهود، خاصة من خلال التركيز على النزاعات بين النبي محمد ويهود المدينة المنورة، إذ يتم وصف اليهود بأنهم غدارون ومتآمرون ضد المسلمين، مع الإشارة إلى تأثيرهم الكبير على التجارة والتمويل الإسلامي المبكر”.

وأكد “معهد الدراسات الإسرائيلي للأمن القومي” أنه “يمكن العثور على صورة أكثر إيجابية لليهود في البلدان التي كانت تبتعد عن الصراعات المباشرة أو غير المباشرة مع إسرائيل وتسعى إلى التقارب مع الغرب”، من ضمنها المغرب والإمارات والبحرين والسعودية وتركيا وأندونيسيا، وذلك على الرغم من أن هذه الدول تعبر عن التزامها بالقضية الفلسطينية وتنتقد إسرائيل بشكل علني، مسجلا أن “هذه الدول المعتدلة تقوم تدريجيا بفصل صور إسرائيل عن صور اليهود وهي على استعداد للاعتراف بحق إسرائيل في الوجود”.

وعلى العكس من ذلك، أشار المصدر ذاته إلى “الخطاب المعادي لليهود والمعادي لإسرائيل الذي يتم الترويج له من قبل الدول الأصولية التي تلتزم بشكل أساسي برؤية إنهاء دولة إسرائيل التي تروج لها إيران وحماس”، مضيفا أن “الأردن يبقى استثناء من ذلك، حيث إن لديه معاهدة سلام ومشاريع تعاون استراتيجي مع إسرائيل، لكن منهجه إشكالي للغاية ويشبه تماما منهج السلطة الفلسطينية في تصويره لإسرائيل واليهود، إذ يرجع ذلك إلى حد كبير إلى التأثير الكبير للسكان الفلسطينيين في الأردن”.

وسجل أن “المغرب والسعودية والدول المعتدلة تهدف إلى تقديم مناهجها الدراسية على أنها أكثر مسؤولية وشمولية وتماشيا مع المعايير الدولية للسلام والتسامح، حيث سلطت الضوء تدريجيا على هذه الجوانب الإيجابية من حياة اليهود وخففت أو أزالت بعض المحتويات الإشكالية. فعلى سبيل المثال، تم محو تعريف اليهود بـ [غير المؤمنين] تدريجيا من بعض المناهج الدراسية”، مشيرا إلى أن “المغرب هو البلد الوحيد الذي سلط الضوء على مساهمة يهود المملكة في مجتمعه وثقافته، إذ يمكن ملاحظة ذلك من أمثلة عدة على غرار الدروس في كتب اللغة العربية التي تشير إلى الاحتفالات اليهودية في يوم السبت مثل طهي السخينة”.

وفيما يخص مسألة “الاعتراف” بإسرائيل من خلال الخرائط المعروضة في الكتب المدرسية، شدد التقرير ذاته على أنه “نادرا ما يظهر اسم إسرائيل في طبعات الكتب، وبدلا من ذلك، يُشار إلى المنطقة باسم فلسطين أو فلسطين المحتلة، حيث اتجهت مناهج الدول المعتدلة بشكل متزايد منهجية ترك المنطقة الجغرافية دون تسمية”.

وخلص التقرير إلى أنه “على الرغم من أوجه التشابه بين بعض المناهج، إلا أن هناك اختلافات ناتجة عن السياسات المختلفة لدولة ما تجاه إسرائيل بالإضافة إلى جوانبها الاجتماعية والثقافية المتميزة”، لافتا إلى “إمكانية إدخال تحسينات على طريقة تصوير اليهود وإسرائيل في الكتب المدرسية عندما تكون هناك إرادة، بحيث يمكن لصانعي القرار والوزارات ذات الصلة إدخال تغييرات سريعة على هذا المستوى”، مقترحا في هذا الصدد “استخدام المنصات المختلفة التي تم إنشاؤها بفضل اتفاقيات إبراهيم والحوارات الإقليمية الأخرى لتعزيز إصلاحات المناهج الدراسية، لتشمل المزيد من قيم السلام والتسامح والتعايش وإزالة المحتوى الضار”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.