ساهمت جامعة القاضي عياض بمراكش، كأول جامعة مغربية معترف بها في جميع التصنيفات الدولية، من جديد ببحث علمي استثنائي نشر في مجلة “الطبيعة NATURE”، بتاريخ 8 فبراير الجاري، من طرف مرصد أوكايمدن، الذي يشرف عليه الأستاذ الباحث بكلية العلوم السملالية زهير بن خلدون، التي تشكل بؤرة البحث العلمي، الذي يمكن هذه الجامعة من الحضور إقليميا ودوليا.
وقد شارك مرصد أوكايمدن بدراسة تحت عنوان “حلقة كثيفة من الجسم العابر لنبتون Quaoar خارج حدود روش”. ويقصد بحدود روش، التي تعود إلى عالم الفلك الفرنسي إدوارد روش الذي وضع نظريتها لأول مرة، “المسافة النظرية التي يبدأ تحتها قمر صناعي في التفكك تحت تأثير قوى المد والجزر التي يسببها الجسم السماوي الذي يدور حوله، وتتجاوز هذه القوى التماسك الداخلي للقمر الصناعي”.
وأضافت الدراسة: “تتم ملاحظة حلقات الكواكب ليس فقط من خلال الكواكب العملاقة، ولكن أيضًا حول الأجسام الصغيرة مثل القنطور ‘تشاريكلو’ والكوكب ‘القزم هاوميا’. وتم إلى حدود الآن تحديد موقع جميع الحلقات الكثيفة المعروفة بالقرب من أجسامها الأم، داخل حدود روش، حيث تمنع قوى المد والجزر المواد ذات الكثافة المعقولة من التجمع في قمر صناعي”.
وأورد المصدر ذاته: “من خلال ملاحظات عن حلقة غير متجانسة حول الجسم العابر لنبتون Quaoar، يبلغ نصف قطر هذا الجسم العابر لنبتون 555 كم وله قمر صناعي (Weywot)، يبلغ حوالي 80 كم يدور على مسافة 24 ضعف نصف قطر Quaoar؛ تدور الحلقة المكتشفة عند 7.4 ضعف نصف قطر الجسم المركزي، وهو خارج حدود Roche الكلاسيكية للحد نفسه، ما يشير إلى أن هذا الحد لا يحدد دائمًا مكان بقاء مادة الحلقة”، مضيفا “تمت مشاركة هذه الخاصية من قبل حلقات Chariklo و Haumea، وهذا ما يوضح أن هذا الرنين يلعب دورًا رئيسيًا في الحبس الدائري للأجسام الصغيرة”.
وبخصوص الخطة العلمية التي ساهمت في هذا المشروع، الذي يهدف إلى استكشاف النظام الشمسي الخارجي خارج نبتون باستخدام التخوم النجمية، قال ابن خلدون زهير، مدير مرصد جامعة القاضي عياض: “تمكن تلسكوب TRAPPIST North المثبت في مرصد أوكايمدن من مراقبة هذا الجسم أثناء اختفاء نجم، لتنطلق حملة دولية كبرى لمراقبة هذه الظاهرة عن طريق التلسكوبات الفضائية والأرضية، وقد أدى تحليل هذه الملاحظات إلى جانب دراسات المحاكاة إلى استنتاجات الدراسة المعنية.”
أما عن القيمة العلمية لهذه الدراسة، التي أجريت في إطار مشروع “لاكي ستارز” الممول من قبل الاتحاد الأوروبي، فأوضح الباحث عينه أن “أهمية هذا الاكتشاف تكمن بشكل أساسي في حقيقة أنه يدعو إلى التساؤل عن إحدى أهم النتائج في علم الفلك الكوكبي المتعلقة بتماسك الأجرام السماوية تحت قيود قوى المد والجزر”.