شكل موضوع الرقمنة كرافعة لتسريع التنمية المجالية، محور لقاء، نظمته، أمس السبت، بمراكش، جمعية مهندسي المدرسة المحمدية للمهندسين.
ومثل هذا اللقاء فرصة لإبراز دور الرقمنة في التحول وتنمية المجالات في كافة القطاعات (الصحة، التربية، النقل، الماء، الطاقة، الحكامة..)، وتسويق صورة المجال، وتسهيل تنفيذ المشاريع، وتبسيط المساطر، والحفاظ على التماسك الاجتماعي من خلال إرساء الثقة بين الإدارة والمواطن.
وقالت رئيسة جمعية مهندسي المدرسة المحمدية للمهندسين، نوال غرميلي الصفريوي، في كلمة في افتتاح اللقاء، إن الرقمنة تمثل أحد المحركات الرئيسية للنمو الاقتصادي والابتكار.
وأضافت أن “الرقمنة تسمح للشركات بالتكيف مع التغيرات السريعة في البيئة الاقتصادية وخلق فرص جديدة للمواطنين والجماعات”.
من جهته، قال الكاتب العام لفرع مراكش- آسفي لجمعية مهندسي المدرسة المحمدية للمهندسين، عبد الغني خلدون، إن اللقاء سيمكن من تحديد مقترحات لحلول ناجعة من أجل مواكبة وزارة الانتقال الرقمي في جميع إصلاحات الإدارة، بهدف جعل المغرب “دولة رقمية”.
من جانبها، لاحظت الكاتبة العامة للنادي الرقمي لجمعية مهندسي المدرسة المحمدية للمهندسين، أسماء عراقي الحسيني، أن “المغرب الرقمي ومغرب الجهات هما محوران رئيسيان في الاستراتيجية الوطنية والنموذج التنموي الجديد”.
وتطرقت، في هذا الإطار، إلى طموح “المغرب الرقمي للمناطق، حيث تعد الرقمنة رافعة حقيقية للتنمية المجالية المرنة والمستدامة، حيث يتفاعل المواطن والشركات والدولة بانسيابية وثقة”.
وقالت فدوى شباني إدريسي، وهي عضوة بجمعية مهندسي المدرسة المحمدية للمهندسين، في تصريح لقناة (إم 24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الرقمنة تؤثر بشكل عميق على أنماط الاستهلاك، والتوزيع والإنتاج للعديد من القطاعات الاقتصادية.
وشددت على أن هذا التأثير يسائل بشكل مباشر المهندسين للتموقع وخلق نماذج جديدة لمواجهة التحديات الجديدة للتنمية المستدامة على صعيد المجالات.
وتميز هذا اللقاء بتنظيم جلسة عامة في موضوع “سفر في الرقمنة المجالية”، بمشاركة كل من ناصر كتاني، وهو خبير في الانتقال الرقمي والابتكار، وجليل بنعبدالله، نائب رئيس جهة أوكسيتاني (فرنسا) المكلف بالاقتصاد والشغل والابتكار وإعادة التصنيع، الذي قدم لتقاسم تجربة هذه الجهة الفرنسية، التي طورت “عقدا لشعبة الرقمنة لمجالها الترابي”.
كما تضمن برنامج اللقاء مائدة مستديرة تتعلق بحالات استعمال الرقمنة في تنمية المجالات في مختلف القطاعات (السياحة والتسويق الإقليمي، الرقمنة في خدمة الجماعات المحلية، “ووترتيك”، “أغريتيك..).
وشكلت هذه المائدة المستديرة فرصة لمدير قسم الانتقال الرقمي بالمديرية العامة للجماعات الترابية التابعة لوزارة الداخلية، أمين السويسي، لإبراز المشاريع التي تم إطلاقها والجهود المبذولة في إطار الانتقال الرقمي لتحسين جودة الخدمات على صعيد المجالات ومناخ الأعمال.
بدورها، قدمت مديرة أنظمة المعلومات بوزارة التجهيز والماء، نادية نحيل، الأوراش الرئيسية التي تنفذها الوزارة، ولاسيما في إطار تدبير الرخص وتتبع المشاريع التي توجد في طور التنفيذ، والوضعية المائية على مستوى السدود.
ويندرج هذا اللقاء، بحسب المنظمين، في إطار الدينامية التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، المتعلقة بالتحول الرقمي كمحفز لانتقال مهيكل ذي تأثير قوي على تنمية البلاد.
وشكل اللقاء، الذي نظمته جمعية مهندسي المدرسة المحمدية للمهندسين، من خلال ناديها الرقمي، ومكتبها الجهوي بمراكش- آسفي، مناسبة لتقاسم التجارب وإبراز التقدم المحرز في مجال الانتقال الرقمي في المجالات.
وتعد جمعية مهندسي المدرسة المحمدية، التي تأسست سنة 1964، من قبل مهندسي الفوج الأول للمدرسة المحمدية للمهندسين، إحدى رموز التميز في التكوين في مجال الهندسة.
وتعد الجمعية أكبر مجموعة لمهندسي المغرب، حيث تضم ما يناهز 12 ألف عضو مهندس منضوين تحت هيئات وطنية (المكتب الوطني والمجلس الوطني) و11 مكتبا جهويا و 5 مجموعات مهنية و 3 تمثيليات دولية.
والتزمت الجمعية دائما بدعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمملكة من خلال تقديم أجوبة مبتكرة وملموسة للتحديات الوطنية والدولية الرئيسية.
ويشكل هذا الالتزام قاطرة لتقدم البلاد عبر الخبرة التي طورها مهندسو المدرسة في مجال تخطيط وتنفيذ المشاريع الكبرى في المغرب.
وتشارك الجمعية، أيضا، في تنظيم تظاهرات حول قضايا الساعة من خلال تعبئة المهارات والخبرات على المستوى الدولي والوطني والإقليمي.