مدارس “الكايت سورف”.. رافعة جديدة للنهوض برياضات التزحلق بالداخلة

عماد اضليعة-و م ع

أضحت مدارس “الكايت سورف”، في الوقت الراهن، رافعة جديدة للنهوض برياضات التزحلق والتشجيع على ممارسة هذا الصنف الرياضي في الداخلة، جوهرة الأقاليم الجنوبية للمملكة.

ومن خلال اقتراحها لدورات في مجال تعلم هذا الصنف الرياضي وتطوير ممارسته، تعمل مدارس الكايت سورف هاته، سواء المقامة في القواعد البحرية أو تلك المتنقلة، على استمالة زبناء يبحثون عن أفضل مكان لتطوير ممارستهم لهذه الرياضة، خاصة وأنها تساهم في تعزيز البنيات التحتية لرياضات التزحلق في الداخلة.

ويأتي إنشاء حوالي خمسة عشر أكاديمية ومدرسة للكايت سورف داخل المؤسسات الفندقية، بعد انتشار هذا الصنف الرياضي في لؤلؤة الجنوب، والذي أصبح متاحا في عدة مواقع، لاسيما في خليج الداخلة وشاطئ فم لبوير.

وهكذا، تتوفر كل مدرسة لتعليم رياضة الكايت سورف على مدربين متخصصين ومساعدين يضطلعون بمهمة تأطير وتدريب وتعليم المبتدئين والهواة مبادئ وأسس ممارسة هذه الرياضة، التي أضحت تكتسب حجما متزايدا، بهدف تعميق معارفهم وتعزيز قدراتهم في هذا المجال.

كما تتوفر هذه المدارس على جميع المعدات اللازمة لجذب المتعطشين لممارسة رياضات التزحلق، وتقترح مجموعة متعددة الأشكال والألوان من الطائرات الورقية وبذلات الغوص وألواح التزلج وغيرها من المعدات.

وتوفر مختلف مدارس الكايت سورف، المنضوية تحت لواء المنظمة الدولية للكايت سورف، دورات تمهيدية على مدار السنة لجميع المستويات (مبتدئ، متوسط، متقدم)، أو دورات مخصصة لاكتشاف أصناف رياضية أخرى (ستريبلس، كايت فويل، وينغ فويل).

وتتمحور دورة تعليم الكايت سورف حول تعلم المبادئ الأساسية لهذا الصنف الرياضي، والاستئناس بالمعدات والتحرك في اتجاه الرياح، وردود الفعل الجيدة في الماء والإسعافات الأولية، فضلا عن إتقان العديد من التقنيات مثل السباحة والقفز والتزحلق والتعامل مع الطائرة الورقية.

ويحتاج معظم المقبلين على ممارسة الكايت سورف إلى حوالي 10-12 ساعة من التدريب، أو ثلاثة حصص للنهوض والصعود على اللوح. البعض يحتاج أكثر والبعض الآخر أقل، خاصة إذا كان المتدرب قد مارس بالفعل التزلج على الماء أو ركوب الأمواج بالألواح الشراعية.

وقال مدرب الكايت سورف، يونس بردادي، في تصريح لقناة (M24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الداخلة تتوفر على ظروف طبيعية مواتية لممارسة هذا النوع الرياضي، مما يجعل المزيد من السياح يأتون إليها من سائر أنحاء العالم لإشباع شغفهم، مشيرا إلى أن السياح الداخليين وشباب المدينة يقبلون بشكل أكبر على هذه الرياضة.

وأوضح السيد بردادي، الذي يقدم دروسا في رياضة الكايت سورف منذ سنة 2017، أن المؤسسة التي يعمل بها تضم فريقا مكونا من 11 مدربا ومساعدا يقدمون دروسا للمبتدئين أو الراغبين في تطوير مستواهم في هذه الرياضة.

وأضاف أن هذه البنية التحتية الرياضية، التي توفر دروسا خاصة وشبه خاصة في رياضة الكايت سورف، مجهزة بمجموعة كاملة من المعدات (بذلة، وحزام، وسترة، وخوذة، ولوح، وشراع).

من جانبه، أبرز لويس بواسيل، وهو ممارس لرياضة الكايت سورف وقع في حب الداخلة، أن “خليج الداخلة يعتبر مكانا ملائما لتعلم رياضة الكايت سورف والاطلاع على تقنياتها، بالنظر إلى الظروف المناخية الملائمة تماما، خاصة أنه آمن بشكل طبيعي، بدون صخور وبدون عوائق”.

وأكد السيد بواسيل، الذي يأتي إلى الداخلة للمرة الأولى، أن المدربين يحرصون على تقديم دروس في رياضة الكايت سورف، وذلك في جو ودي تطبعه روح الدعابة والمرح.

وفضلا عن أدوارها الرياضية، تساهم مدارس رياضة الكايت سورف في تعزيز الإشعاع الرياضي والجاذبية السياحية لجهة الداخلة – وادي الذهب.

وعلى الشواطئ المترامية على مد البصر، على غرار الخليج بمياهه الدافئة والفيروزية، يأتي ممارسو الكايت سورف من جميع أنحاء العالم لترويض الأمواج وتذوق لحظات ممتعة من الاسترخاء والأحاسيس الكبيرة.

وأضحت الداخلة اليوم وجهة أساسية لعشاق ومهنيي الرياضات المائية. فأولئك الذين أتيحت لهم الفرصة لممارسة رياضة الكايت سورف في “لؤلؤة الجنوب”، لا يمكنهم مقاومة الرغبة في العودة لتكرار هذه التجربة الممتعة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.