صرح مستشار جلالة الملك، أندري أزولاي، بأن “اليومين اللذين قضتهما بالصويرة، المبعوثة الخاصة للحكومة الأمريكية لرصد ومكافحة الميز العنصري ومعاداة السامية بالولايات المتحدة الأمريكية والعالم، ديبورا ليبشتات، مكناها من الاطلاع حقيقة على ما يعرف المجتمع المغربي قوله بصيغة أخرى في مواجهة مختلف ضروب العنف والميز العنصري البائدة”.
وأبرز مستشار جلالة الملك، في كلمة ببيت الذاكرة بمعية ليبشتات، الأولوية التي يعطيها المغرب للتربية، والبيداغوجيا، ولكلمة المجتمع المدني، والتي كانت كلها في صلب كافة المواعيد والنقاشات التي اتسمت بزخم نادر، وطبعت برنامج السيدة ليبشتات بالصويرة”.
ففي هذا السياق، استحضر أزولاي الخطب الملكية الثلاثة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس التي تليت بباريس في 27 مارس 2009 وبنيويورك في دجنبر 2015 وشتنبر 2018، وهي الخطب التي “رسمت بوضوح وإصرار خارطة الطريق التي اعتمدها المغرب بخصوص العبر من تراجيديا الهولوكوست ومقاومة كل أصناف الجحود وضروب الميز العنصري، التي تجتاح وتنخر مجتمعات كانت تعتقد أنها محصنة”. وأوضح السيد أزولاي أنه “من خلال إعطاء التنوع المكانة التي يستحق في مناهجه المدرسية ومن أجل إفساح المنبر لكل الروايات، لا يبحث المغرب عن أريحية توافق لحظي، بل يتعلق الأمر بخيار أساسي وبنيوي يمتد زمنيا ويعطي الأفضلية للتربية، والبيداغوجيا وللنقاش مع الإمكانية المتاحة لأطفالنا من أجل إعادة تملك تاريخهم في شموليته”. ووصفت السيدة ليبشتات، مخاطبة الطلبة وتلاميذ السلك الثانوي والشخصيات الملتئمة في بيت الذاكرة من أجل الإنصات لها، زيارتها للصويرة بـ”التاريخية والمشرقة”. وأكدت السيدة ليبشتات “هنا نسمي الأشياء بمسمياتها، دون مواربة أو ذرائع واهية، وهذا شيء نادر في المهام الموكولة لي”.
وخلصت إلى أنها “بالصويرة اكتشفت، بأرض الإسلام، حاضرة عالمية منفتحة على الحداثة بكل تجلياتها، حاضرة مواطنة بمستطاع نموذجيتها الأخلاقية والتعددية أن تلهم حواضر أخرى في مجتمع الأمم”.