انطلقت مساء أمس الثلاثاء بكلميم، فعاليات الدورة الثالثة للملتقى الدولي للتسامح بالصحراء الذي تنظمه، على مدى يومين، المنظمة الدولية لأصدقاء الصحراء المغربية، بشراكة مع الطائفة اليهودية المغربية بجهة مراكش آسفي.
ويهدف هذا الملتقى، المنظم تحت شعار “اليهود المغاربة والترافع عن الصحراء المغربية”، إلى إبراز التراث الثقافي اليهودي بالمنطقة وتسليط الضوء على حقب زمنية من تاريخ واد نون، وإبراز قيم التعايش المشترك بالمنطقة.
كما يروم اللقاء المنظم بدعم من وزارة الثقافة والشباب والتواصل (قطاع الثقافة)، وبتنسيق مع جماعة إفران الأطلس الصغير، والعصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان، ومنظمة تافوست للحوار والتسامح، منح إشعاع ثقافي للمنطقة عبر انفتاحها على التعدد الثقافي وترسيخ ثقافة التعايش والتسامح التي يتميز بها المغرب والمغاربة، وكذا إبراز دور اليهود المغاربة في الدفاع عن مغربية الصحراء.
وتميز حفل افتتاح الملتقى بتنظيم أمسية حضرها عدد من أفراد الجالية اليهودية المقيمة بالخارج وأيضا يهود مغاربة بالمملكة، والذين كان آباؤهم وأجدادهم يعيشون في عدة أماكن في كلميم.
وأكد رئيس المنظمة الدولية لأصدقاء الصحراء المغربية، عزيز أكرور، في تصريح لقناة (إم 24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الهدف من هذا الملتقى هو إبراز الموروث اليهودي ونفض الغبار عليه، وترسيخ قيم التسامح والتعايش المشترك.
من جهته، قال بينحاس أبيتاز، يهودي مغربي ، عن وفد الجالية اليهودية المقيمة بالخارج، إن حضورنا إلى مدينة كلميم هو من أجل أن يعرف العالم كله بأن المغرب هو بلد التسامح والسلام والمحبة والإخاء والعيش المشترك.
وأبرز أن هذه الزيارة تأتي أيضا للتأكيد على “أننا يهود أصولنا من الصحراء المغربية لأن آباءنا وأجدادنا عاشوا في عدة مناطق في الصحراء لسنوات طويلة تصل 630 سنة “، مضيفا أن أعضاء هذا الوفد كانوا يسمعون عن الموطن الأصلي لآبائهم وأجدادهم وفضلوا القدوم لاكتشافه والتعرف عليه.
من جهتهم، عبر عدد من أفراد الجالية اليهودية بالخارج، عن شكرهم وامتنانهم لحسن الاستقبال، واعتزازهم بمغربيتهم وانتمائهم إلى هذا الوطن بلد المحبة والسلام والإنسانية، مؤكدين تمسكهم الثابت بهويتهم المغربية، وكذا تعبئتهم المستمرة وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وكان وفد الجالية اليهودية المقيمة بالخارج، قد قام قبيل افتتاح فعاليات هذا المهرجان، بزيارة للمقبرة اليهودية بجماعة إفران الأطلس الصغير ضواحي إقليم كلميم، وهي مقبرة تضم أقدم شواهد القبور ومنها قبر للحاخام يوسف بنميمون، الذي يرجع تاريخه، حسب المؤرخين ، إلى حوالي 2500 سنة.
وتم بالمناسبة، إقامة هيلولة رابي يوسف بن ميمون، وهذه الشعيرة تقام لأول مرة بمنطقة إفران الأطلس.
ويتضمن برنامج الملتقى توقيع أعمال أدبية، والقيام بزيارة إلى بعض المعالم التاريخية بمدينة كلميم .