ما أن أعلن الحكم عن نهاية المقابلة بتوديع منتخبنا الوطني لمنافسة كأس العالم على يد فرنسا، حتى انطلقت أسطوانة تعليق هزيمة مجموعة كاملة على لاعب واحد، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على كمية الحقد والغضب، الذي يكنه البعض لأسماء معينة في المنتخب المغربي. كما يدل على ما أشار اليه وليد الركراكي في تصريح سابق، وهو أن المغاربة عاطفين وسريعي الانفعال، الشئ الذي يجعلهم يسقطون في هفوات فادحة.
فيما يلي بعض اللاعبين الذين نالوا حقهم من الانتقاد ووجب انصافهم؛
جواد الياميق فقد التوازن رغما عنه وأهدى فرصة التقدم للفرنسيين، ولو كان بإمكان الياميق فعل شيء أخر لفعله حتى يحافظ على نظافة شباك فريقه، لكن الرياح أتت بما لا تشتهي رغبته، ورغم ذلك نال أفضل تنقيط في صفوف العناصر الوطنية.
سايس قد يعاتب على إصراره في المشاركة رغم الإصابة، لكنه أبلى البلاء الحسن، وكما يقال فوق طاقتك لا تلام، غانم أراد دعم زملائه في ظل غياب نايف أكرد، لكن حدث ما حدث وغادر هو الاخر بداعي الإصابة.
أشرف داري؛ صحيح أنه لم يحسن التعامل مع عدد من الكرات وفشل في منع مبابي السريع من تهديد عرين الأسود، لكنه يستحق التشجيع والتنويه على ما ظهر به من أداء، بدل الانتقادات الفارغة التي تكسر طموح اللاعب في التطور.
يحيي عطية الله قد يعتبر إكتشاف الدورة، فلا أحد كان يتوقع أن يمتعنا اللاعب بهذا الأداء، الذي أبان عنه خلال المباريات التي لعبها، سواء كأساسي أو بديل، وأظن أن هذا سيجعله يغادر القلعة الودادية نحو الاحتراف.
حمد الله، كان إلى وقت قريب مطلبا جماهيريا أساسيا لا نقاش حوله، والأكيد أن الهفوات وفترات الفراغ، التي يمر بها اللاعب قد غيرت مسار تفكير ورأي الجماهير تجاهه من محبوب الى مغضوب عليه، لكن وجب لفث الانتباه الى أن اللاعب ساهم بشكل كبير في تفوق المنتخب الوطني في لحظات حاسمة، ومجهوده يشكر فيذكر.
أوناحي، لاشك في أن الجماهير قد أجمعت على كفاءة اللاعب وتفانيه في مركز وسط الميدان، وقدم أداء ساحرا في العديد من المباريات المهمة كمباراة الماتدور الإسباني ومنتخب البرتغالي، وهو ما أشاد به مدرب منتخب لاروخا لويس إنريكي وأسطورة منتخب السامبا كاكا، الذي وصفه بلاعب من كوكب آخر، وبدون شك هذا التألق سيفتح على اللاعب وزملائه في المنتخب أبواب الاستقطاب الأوروبي نحو أقوى وأعرق الاندية في الدوريات الخمس الكبرى، خلال الميركاتو الشيتوي القادم.
التعبير عن الرأي أمر مشروع ولا نقاش فيه، لكن لابد أن يكون منطقيا وعقلانيا، لا أن يمس بسمعة اللاعب كشخص، بدل مناقشة أدائه تقنيا وفنيا، وهذا بطبيعة الحال لأهل الاختصاص، لا لمن هب ودب.
مباراة النصف مرت وأظهرت ما كان متوقعا من جمهور العاطفة والتعصب لأسماء على حساب أخرى، والقادم سيكون أفضل في ظل وجود مدرب شاب يؤمن بلاعبيه ويساعدهم على التطور والخروج من قوقعة الانتقادات.