احتضن فضاء “قصر البديع” بمراكش، مساء أمس الخميس، عروضا فنية راقصة، بمشاركة موسيقيين من “حمادشة” و”عيساوة”، أتحفت الجمهور وسافرت به في رحاب عوالم روحية.
وخلال هذه الأمسية، المنظمة في إطار فعاليات الدورة الأولى لقافلة مراكش للرقص المعاصر، أبدع موسيقيون وراقصون من جمعية “نمشي” للرقص المعاصر و”جمعية النخيل للفلكلور”، في استمالة الجمهور الذي حج إلى هذا الفضاء التاريخي، من خلال أداء متناغم لمجموعة من الرقصات المعاصرة، التي واكبتها معزوفات موسيقية متنوعة مزجت بين ما هو محلي وما هو غربي.
واستطاع أعضاء جمعية “نمشي” للرقص المعاصر، ببراعة فنية وبموهبة فائقة، أداء رقصات أثارت إعجاب الجمهور الحاضر، والمكون في معظمه من سياح أجانب حرصوا على تخليد هذه اللحظة عبر هواتفهم وكاميراتهم.
ونجح الراقصون في إبراز موهبتهم عبر تقديم وصلات متميزة من هذا النمط الفني، حيث برعوا في ترويض أجسادهم وحولوها إلى لوحة فنية بديعة قوامها حركات منسابة ومتناسقة.
وبأعذب النغمات الروحية الوارفة التي انسابت بسلاسة واضحة وأداء لافت، جذب أعضاء “جمعية النخيل للفلكلور” بأصواتهم الشجية انتباه الجمهور بكل فئاته العمرية، والذي لم يبخل على أعضاء الفرقتين بالتصفيق الحار في نهاية الحفل.
وقال المدير الفني لهذه الدورة، توفيق ازديو، في تصريح لقناة (M24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن مشروع القافلة هو ثمرة مجهودات ترجع إلى 25 سنة، لافتا إلى أن فرقة الرقص هاته هي الأولى من نوعها التي تختص في الرقص المعاصر بالمغرب.
وأوضح السيد ازديو، المتخصص في الرقص الكوريغرافي، أن القافلة، التي تروم التعريف بالرقص المعاصر عبر تنظيم ماراثون الرقص وماستر كلاس وورشات، نجحت في التواصل مع جماهير متنوعة ومن فئات عمرية مختلفة وفي مدن مغربية متعددة قبل الحلول بمدينة مراكش، محطتها الأخيرة.
وفي تصريح مماثل، عب رت المسؤولة عن الإدارة في جمعية “نمشي”، غزلان الإدريسي، عن امتنانها للوزارة الوصية ومختلف الشركاء على دعم الدورة الأولى لهذه القافلة، التي مرت من ثلاث محطات، وهي ابن سليمان والحاجب وسطات، قبل أن تحط الرحال بمراكش، مبرزة أن القافلة لاقت إقبالا كثيفا من الجمهور التواق إلى اكتشاف الرقص المعاصر.
وأضافت السيدة الإدريسي أن هذه القافلة، التي أجابت عن تساؤلات الجمهور حول الرقص المعاصر في مختلف المحطات التي مرت منها، ستواصل جهودها من أجل تقريب جمهور المدينة الحمراء من هذا النمط الفني المتميز.
وتتوخى قافلة مراكش للرقص المعاصر، التي تنظمها المديرية الجهوية للثقافة ومجلس جهة مراكش – آسفي، تحت شعار “مساحات الروح والجسد”، تسليط الضوء على المفاهيم المتصلة بالرقص المعاصر كنمط من أنماط الرقص المعبر، والذي يجمع بين العديد من أنواع الرقص على غرار الباليه الحديث، والجاز الغنائي والكلاسيكي، دونما إغفال لمميزات هذا النمط التي تتجلى في التنوع والارتجال، عكس الطبيعة الصارمة والمنظمة للباليه.