فضيحة أولمبياد باريس 2024: كيف أسقطت الرياضة المغربية في مستنقع الفشل؟

شهدت المشاركة المغربية في أولمبياد باريس 2024 إحدى أكثر اللحظات السوداوية في تاريخ الرياضة المغربية، حيث كانت النتيجة كارثية على كافة المستويات، باستثناء إنجازي البطل سفيان البقالي والمنتخب المغربي الأولمبي، ومع ذلك، لا يمكن لهذه الاستثناءات القليلة أن تخفي حجم الفشل الذي لحق بالبعثة المغربية.

60 رياضيا…ونتيجة مخزية

من بين 60 رياضيا تم إرسالهم لتمثيل المملكة المغربية في الأولمبياد، فشل الأغلبية الساحقة منهم في تحقيق أي نتائج تذكر، مسجلين بذلك أحد أسوأ المشاركات المغربية في تاريخ الألعاب الأولمبية، وهذه النتيجة لم تكن مجرد صدفة، بل كانت نتيجة واضحة لتراكم من الإهمال وسوء التخطيط والتدبير، الذي تعرفه جامعاتنا الرياضية وتغرق فيه من الناصية إلى القدمين.

ميزانية ضخمة… وأداء بائس

بلغت تكلفة المشاركة في الأومبياد أكثر من 8 مليون دولار، تم إنفاقها على بعثة لم تستطع أن تضع المغرب في صفوف الدول المتألقة رياضياً، ومع وجود 3456 فردا من الطاقم المساعد بمعدل 57 مساعد لكل رياضي، يمكننا أن نتساءل: أين كانت كل هذه الموارد؟ وكيف لم تترجم هذه الميزانية الضخمة إلى أداء رياضي يليق بتاريخ المغرب وإمكاناته؟ ولابد من فتح تحقيق في الموضوع ومحاسبة من أسقط الرياضة الوطنية رغم الموارد المالية التي وفرت لهم في فخ الفشل.

رسالة ملكية ضائعة… وأمل تحول إلى خيبة

بالرغم من الرسائل الملكية الداعمة التي تدعو كل مرة إلى تحفيز همم الرياضيين المغاربة لتشريف المملكة، إلا أن هذه الرسالة لم تجد صدى لدى معظم المسؤولين الرياضيين، الذين يبدو أنهم انشغلوا بالمناصب أكثر من انشغالهم بتحقيق النتائج، وبقيت الآمال معلقة على عدد قليل من الرياضيين، أبرزهم البقالي وخديجة المرضي، ولكن فشل أغلب الرياضيين في تحقيق أي إنجاز يستحق الذكر.

إنجازات فردية لا تغطي العار الجماعي

رغم أن سفيان البقالي قد أنقذ ماء الوجه المغربي بفوزه بذهبية 3000 متر، ورغم أن المنتخب المغربي الأولمبي أهدى المغرب ميدالية برونزية تاريخية، إلا أن هذه الإنجازات لا تعفي من فشل البعثة ككل، فقد كانت المشاركة المغربية في أولمبياد باريس 2024 نكسة حقيقية تضع الكثير من علامات الاستفهام حول مستقبل الرياضة المغربية، التي لم تعد الخزان الحقيقي للمنتخبات الوطنية، وخير مثال منتخبات كرة القدم، التي تكاد لا تجد فيها منتوجا خالصا للبطولة الوطنية.

ما بعد الأولمبياد… محاسبة وضرورة التغيير

لا يمكن أن يمر هذا الفشل مرور الكرام، بل يجب أن تكون هناك محاسبة جدية لكل من ساهم في هذا الإخفاق، وإذا كانت الرياضة المغربية ترغب في استعادة مجدها، فإنها بحاجة إلى إعادة النظر في كافة الاستراتيجيات المتبعة، والابتعاد عن المجاملات والوساطات التي تضعف من أداء الرياضيين المغاربة، ووضع القطيعة مع مسؤولين عمروا طويلا في مناصبهم دون اي نتيجة تذكر او تشرف المغرب، وحتى التي لم تشارك ينبغي ان تحاسب على فشلها وّإخفاقاتها.

أولمبياد باريس 2024 كشفت عن مدى الهشاشة التي تعاني منها الرياضة المغربية، فبدلاً من تحقيق الطموحات، سقطت الرياضة المغربية في فخ الفشل، وأثبتت أن هناك حاجة ملحة لإصلاحات جذرية إن أرادت المملكة أن تعود مجددًا إلى الساحة الرياضية العالمية بقوة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.