سلط لقاء نظم أمس الإثنين برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، العلاقة التي تجمع الإعلام بعلم السوسيولوجيا.
وبالمناسبة، ألقى الخبير في سوسيولوجيا التواصل محمد سالم الشرقاوي، محاضرة بعنوان: “الإعلام والسوسيولوجيا: بين تقاطعات التنوير ونوازع التغرير”، حاول من خلالها الإحاطة بحدود التماهي بين الإعلام والسوسيولوجيا، في ضوء ما ت تيحه العلوم الاجتماعية من إمكانيات لدراسة “تقاطعات التنوير والتغرير في الرسالة الإعلامية ومحاولة فهم العلاقة بينها”.
وأوضح الأستاذ الشرقاوي، في مداخلته، أن مجال الإعلام يقع في صلب اهتمامات العلـوم الإنسانية المختلفة، التي تستيعن به بمقدار، حسب اهتماماتها ومجالاتها الخاصة، بملاحظة أساسية تقضي بأن جل هذه العلوم تستخدم الإعلام لتعزيز حضورها وتفاعلها، مع إصرار ملحوظ من جانب علم الاجتماع على لعب دور “الفاعل المستحوذ” على العلوم الأخرى.
وذكر المحاضر أننا “إزاء تمرين يحاول قياس أثر السوسيولوجيا في فهم أدوار الإعلام وتوسيط الرسالة الإعلامية وأهدافها ومقاصدها، لفهم ما أصبحنا نتابعه اليوم عبر مختلف وسائل الاتصال من رسائل تحتكم أحيانا لمرجعيات الدعاية والابتزاز الم وجه لخدمة أهداف وأجندات، حددها أصحابها بشكل م سبق”.
وسجل الأستاذ الشرقاوي أن “قوة الإعلام الجديد في قدرته الكبيرة على الحشد، وذلك بما يتيحه من إمكانيات أمام مستعمليه ومساحة الإبداع الكبيرة التي يوفرها لتبادل الأفكار وصياغة النماذج الملهمة والجاذبة وطرحها على أكبر عدد من الأعضاء”.
وتابع بالقول أن “أن ما بات يظهر لنا على وسائل الإعلام والاتصال المختلفة من مظاهر التوليف والفدلكة والافتراء والتبرير تجلعنا إزاء ظاهرة نفسية بامتياز، لا ت برر، أبدا، هذا الانزياح الخطير، الذي يضرب القيم الإنسانية في مقتل”.
وشدد الأستاذ الشرقاوي على أن “دور الباحثين والمهتمين بحقلي الإعلام والسوسيولوجيا، يضعهم أمام واجب اعتماد نوع من التوازن المعرفي للحد من الاختلالات التي قد تظهر في المقاربات، وتقليص مستوى الانزلاقات، التي قد تحدث جراء اعتماد استنتاجات غير دقيقة”.
وأبرز، في سياق متصل، أن “الآثار المتعددة التي يحدثها إعلام التغرير على الأنماط السلوكية يندرج في إطار ما ي مكن أن نسميه بسوسيولوجيا الإقناع التي تعتمد في أحيان كثيرة على التأثيرات النفسية والاجتماعية التي تتراوح بين المد بالأخبار، أو الإثارة، أو زرع الأمل”.