تم أمس الخميس بفاس، تقديم عدد من الأنشطة والعروض الفنية المتنوعة ب”المهرجان الختامي للنهوض باللغة الأمازيغية” ، المنظم بمبادرة من المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بإقليم مولاي يعقوب.
ويندرج تنظيم التظاهرة الثقافية ، التي رفعت شعار: “تنشيط الحياة المدرسية مدخل أساسي للإرتقاء باللغة الأمازيغية”، في سياق تعميم اللغة الأمازيغية التي تعد من إحدى مقومات ودعائم الهوية الوطنية.
ويروم المهرجان استكشاف التراث الوطني اللغوي والفني الغني والمتنوع، وتسليط الضوء على الإرث الثقافي المغربي المتعدد الروافد، وتعزيز الوعي بأهمية الثقافة الأمازيغية باعتبارها أحد المكونات الهوياتية الوطنية، والترويج لقيم التسامح والتعايش.
وتم خلال التظاهرة تقديم عدد من الإبداعات الثقافية والفنية للمتعلمات والمتعلمين والأستاذات والأساتذة، وأناشيد تتغنى بالقيم التربوية المشتركة، فضلا عن عرض مسرحي، وكذا أبطال فريق “الروبوتيك” للثانوية الإعدادية 11 يناير ، الحائز أخيرا على المرتبة الثانية في المسابقة الدولية التي أقيمت بمدينة هيوستن بالولايات المتحدة الأمريكية.
كما تميزت فقرات المهرجان الختامي بتنظيم نهائيات أولمبياد “تيفيناغ” بين المؤسسات المحتضنة للغة الأمازيغية، وزيارة معرض للفنون التشكيلية أقيم بالمناسبة.
وتعد هذه المبادرة الثقافية ذات الأبعاد الثقافية والحضارية، تتويجا لمسار محطات سابقة تم تنظيمها بالمؤسسات التعليمية المحتضنة للغة الأمازيغية (إقصائيات أولمبياد تيفيناغ، قافلة تيفيناغ).
وأبرز مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس، محسن الزواق ، في كلمة بالمناسبة، أهمية التظاهرة التي تشكل فرصة للإحتفال بالتراث الثقافي المغربي الغني والمتنوع، والذي يعكس الإلتزام العميق بالحفاظ على هذه اللغة وتعزيزها في المجتمع.
وأكد السيد الزواق، أن اللغة الأمازيغية تمثل جزءا من الهوية الوطنية والثقافية للأمة المغربية العريقة، مضيفا أن تعزيزها وتطويرها يعتبر أمرا حيويا للحفاظ على التنوع الثقافي واللغوي بالوطن.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء وقناتها الإخبارية (M24)، أوضح المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بإقليم مولاي يعقوب عبد الحق الواش، أن تنظيم هذه التظاهرة يندرج في إطار تنزيل خارطة الطريق 2022-2026، خاصة الإلتزام الثاني عشر المتعلق بتعزيز الأنشطة الموازية وتنشيط الحياة المدرسية بشكل عام.
وأضاف السيد الواش، أن المهرجان، الذي كان قد انطلق منذ حوالي شهرين، تضمن تنظبم مسابقة للغة “تيفيناغ” على مستوى المؤسسات التي تحتضن اللغة الأمازيغية، وقافلة للغة “تيفيناغ” همت جميع الأسلاك بالوسطين الحضري والقروي وبمستوى التعليم العمومي والخصوصي، حيث استفاد منها ما يزيد عن 1600 تلميذة وتلميذ.