صارت شعيرة أضحية العيد تكتنز اعتبارات اجتماعية متعددة؛ فأمام اتساع رقعة عناصر التباهي والتفاخر بالأضاحي وسياقات المناسبة، تضطر العديد من العائلات إلى الاقتراض أو تدبير صعب للمال من أجل اقتناء الأضحية.
أن تحول العيد من شعيرة دينية إلى ممارسة يطبعها التباهي يوضح بالملموس ان القيمة الأصلية لهذه الشعيرة بدأت في التغير، ويرجح السبب في ذلك التنافس الاجتماعي بين الجيران خاصة النساء, فتتحول الشعيرة الى عادة اجتماعية خالية من مقصد الشرع منها، فتكون عادة لا أثر لها على نفس الشخص المتعبد وعلى محيطه.
وأصبحت الأذواق الخاصة بأنواع الأضاحي وأسعارها تخلق سجالا دائما، وبالتالي أصبح العديد يتساءل عن أهمية العيد والأضحية المكلفة، في وقت تتزامن فيه الشعيرة مع أمور أخرى مثل فترة الدخول المدرسي والعطلة وذلك بالنظر إلى تراكم المصاريف وتزامن فترات حساسة من السنة.
وتبقى الأضحية سنة مؤكدة للقادر عليها لا يجوز تركها تحت أي مسمى من المسميات، ومن لم يقدر على شرائها سقطت عنه ولا تلزمه، فقد ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أقرنين أملحين، أحدهما عن نفسه صلى الله عليه وسلم وأهله عليه السلام، والثاني عن من لم يقدر من أمته.
وللأعياد في ديننا بعد تعبدي، كما أن لها أبعادا اجتماعية واقتصادية وتربوية لا يمكن فصلها عن البعد التعبدي، لأن الكل دين؛ فالعادة الاجتماعية إذا كانت محمودة لا تخالف نصا شرعيا ولا أصلا عقديا ولا مبدأ أخلاقيا، فإنها تتحول إن قصد بها الشخص وجه الله تعالى إلى عبادة.