مع اقتراب حلول موسم الاصطياف، تشهد المحطة السياحية للسعيدية في وقت مبكر كالمعتاد، حركة دؤوبة للقيام بآخر الاستعدادات والتحضيرات لاستقبال زوارها في أحسن الظروف.
وفي هذا الصدد، دخلت الفنادق، والمقاهي، والمطاعم، في سباق مع الزمن لتزيين فضاءاتها، وتقديم عروض وقوائم طعام جديدة لاستقطاب زبون محتمل. كما تم تأهيل الشواطئ، والبنيات التحتية، وتحسين جودة الخدمات (ماء، كهرباء، نقل،…) لضمان إقامة ممتعة للسياح.
وخلال جولة بالمواقع الرئيسية للمحطة السياحية، عاين فريق وكالة المغرب العربي للأنباء الأوراش المفتوحة في كل مكان والأشغال الجارية على قدم وساق، خاصة إعادة تأهيل وتهيئة الطرقات، وأشغال التجديد، بالإضافة إلى صيانة المساحات الخضراء (حدائق، متنزهات،…).
تنشيط سياحي في مختلف الأماكن
ويشكل تحويل هذه المحطة الشاطئية إلى وجهة سياحية مميزة، تحديا مستمرا للفاعلين المهنيين المعنيين.
ومن هذا المنطلق، لم تتوان شركة تنمية السعيدية في مضاعفة الجهود لمواكبة هذه الدينامية، التي من شأنها المساهمة في تنمية السياحة الجهوية، لا سيما من خلال وضع برنامج متنوع للتنشيط الثقافي، والرياضي، وللترويج التجاري، وللصناعة التقليدية.
ويتعلق الأمر بتظاهرة “Spring Break Saidia Resorts” المخصصة للموسيقى الإلكترونية، والتي تم تنظيمها يومي 28 و29 أبريل المنصرم بإحدى الوحدات الفندقية بالمحطة، حيث أتاح هذا المهرجان فرصة فريدة لعشاق هذا اللون الموسيقى للاستمتاع بأجواء احتفالية استثنائية في السعيدية.
ويتضمن البرنامج أيضا النسخة الثانية من فعالية الفن الحضري “جدران سعيدة / Happy Walls” (12-18 يونيو)، وتظاهرة “Raid Med” من تنظيم منتجعات السعيدية (14-18 يونيو) والمخصصة لعشاق المغامرات الرياضية، وفضاء تجاري لمنتجات الصناعة التقليدية “Happy feast” (يونيو – غشت)، بالإضافة إلى مهرجان موسيقى العالم (يوليوز- غشت)، والحفل الموسيقي الكبير لمنتجعات السعيدية (يوليوز).
كما يشمل برنامج شركة تنمية السعيدية التنشيطي، برسم 2023، تنظيم “ترياتلون” منتجع السعيدية (على مدى 3 أيام خلال شهر أكتوبر)، بالإضافة إلى دوري للغولف (12-16 أكتوبر) للترويج للوجهة السياحية.
وقالت يسرى عزوز، المسؤولة عن التواصل بشركة تنمية السعيدية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “رزنامة التظاهرة تتضمن أنشطة جديدة تتناسب مع موقع المحطة”، مشيرة إلى أن هذه التظاهرات تروم تنشيط المحطة وتعزيز موقعها وإشعاعها.
وأضافت أن ذلك “يتطلب تعزيز الجهود التي نبذلها بالفعل وتنفيذ الوسائل والتدابير لاستقبال الصورة الجديدة للمنتجع وإدماجها”.
وسيكون زوار المحطة السياحية للسعيدية على موعد مع افتتاح مدينة ترفيهية، وفنادق جديدة، ونوادي شاطئية، وإقامات سكنية جديدة، وكذا مقاهي ومطاعم.
وأشارت السيدة عزوز إلى أن “منتجعات السعيدية سعيدة بالافتتاحات الجديدة التي تأتي لإثراء وتنويع تجربة الزوار من أجل إتاحة خيارات ترفيهية حديثة على الشواطئ، وتنويع وتعزيز عروض المطاعم والإيواء الجيدة “، مضيفة أن هذه الافتتاحات تعزز النشاط السياحي، وتستقطب زوارا جدد، وتعزز إشعاع منتجعات السعيدية كوجهة رائدة.
عروض سياحية جذابة
وقال عمر العلوي، مدير “مارينا” السعيدية، إن هذه الأخيرة تضع رهن إشارة عشاق ركوب الزوارق الشراعية منطقة على مساحة 20 ألف متر مربع، بالإضافة إلى معدات وخدمات أخرى (محركات، كهرباء، إلكترونيك، بوليستر، تركيبات،…) لضمان أشغال الصيانة والإصلاح بجودة عالية.
وأضاف أنه “فيما يتعلق بالأنشطة البحرية، تقترح “مارينا” مجموعة مختارة من الأنشطة (رياضات خطرة، أنشطة عائلية) تضمن حدا أقصى من الإثارة وتقاسم لحظات جيدة”، مشيرا إلى أنه من المقرر أن يؤمن النادي البحري للسعيدية رحلات بحرية لمدة ساعتين بواسطة الزورق الخفيف أو القارب البحري.
وبالإضافة إلى المنتزه المائي وملاعب الغولف، تعتمد شركة تنمية السعيدية أيضا على السياحة التكميلية من خلال تنظيم أنشطة موازية، مثل الزيارات وتوفير الإيواء والمطاعم في المناطق النائية، بالإضافة إلى جولات استكشافية (مواقع بيئية، حقول تعليمية، مآوي سياحية، زاوية مداغ، واحات، …).
“سحر الشرق” للتغلب على إشكالية الموسمية
ويعد مفهوم “سحر الشرق”، الذي أطلقه المجلس الجهوي للسياحة، بدعم من المكتب الوطني المغربي للسياحة، عبارة عن جولة نظمت في نونبر 2022، بمدن ومواقع بجهة الشرق من أجل النهوض بالسياحة بالجهة وإبراز مؤهلاتها.
ويتجلى الهدف من ذلك، في تنويع الرحلات من أجل تسليط الضوء على جهة الشرق، وتنشيط السياحة بها، لجعلها وجهة سياحية على مدار السنة.