سلط المشاركون خلال ندوة علمية، مساء أول أمس الجمعة بالجديدة، الضوء على فن التبوريدة والمكون اليهودي بدكالة، والأحجار المنقوشة بشعارات وكتابات برتغالية بمزاغان، بهدف إبراز وتثمين خصائص التراث المحلي.
وتندرج هذه الندوة المنظمة من طرف محافظة مدينتي الجديدة وأزمور بالمديرية الإقليمية للثقافة بالجديدة، بتنسيق مع المكتبة الوسائطية إدريس التاشفيني، في إطار الاحتفال بشهر التراث لسنة 2023.
وبهذه المناسبة، أبرز رئيس مصلحة التراث الثقافي غير المادي بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، عبد السلام أمرير، خلال عرض حول موضوع “التبوريدة بدكالة، تراث محلي بأبعاد إنسانية”، أن فن التبوريدة متجذر في بادية دكالة ويشكل مكونا رئيسيا من مكونات التراث المحلي للمنطقة.
وأضاف أن التبوريدة تشكل تراثا حضاريا بالمغرب وتمثل عناصر متداخلة ترتبط بالمعارف والخبرات، مسلطا الضوء على مكونات التبوريدة بداية من ترويض الفرس وصولا إلى الخبرات المرتبطة بالحرف التقليدية، التي توفر الأدوات والتجهيزات واللباس المميزين لهذا الفن العريق.
من جهته، تناول الجيلالي ضريف كاتب عام جمعية ذاكرة دكالة، موضوع العثور على أحجار منقوشة بكتابات وشعارات برتغالية، مبرزا دلالاتها التاريخية بالنسبة للوجود البرتغالي بدكالة. وأبرز السيد ضريف أن هذه الأحجار تمثل رصيدا مهما للذاكرة التاريخية المشتركة المغربية البرتغالية، التي تسمح بإلقاء الضوء على تاريخ المدينة الحصينة (فورتاليزا) (مزاغان)، التي يعود تاريخ بنائها إلى سنة 1541.
وفي هذا الإطار، نبه إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار خطر اختفاء أو إتلاف هذه الكنوز المنقوشة غير المثبتة في الجدران وتغير المثبتة بسبب العوامل المناخية، داعيا إلى الإسراع بتسجيلها ضمن التراث الوطني التاريخي والثقافي.
من جهته قدم الكاتب الصحفي المصطفى اجماهري مداخلة حول موضوع “المكون اليهودي المغربي بدكالة: من التاريخ إلى الذاكرة”، تطرق من خلاله إلى عوامل استقرار اليهود المغاربة بالجديدة وأزمور والظروف المرتبطة والمحيطة بمغادرة البعض منهم لدكالة.
وأوضح السيد اجماهري أن حضور اليهود بدكالة يعود إلى أكثر من 2000 سنة وأن الأثار والكتابات القديمة تشير إلى استقرار البعض منهم ببادية دكالة، خاصة بالنواحي الغربية (سور موسى)، رغم أنهم لم يكونوا من ممتهني الفلاحة.