أبرز أطباء متخصصون وخبراء مغاربة وأجانب أهمية الذكاء الإصطناعي في المجال الصحي، وذلك خلال المؤتمر الوطني الخامس للجمعية المغربية لعلم الأمراض، الذي افتتحت أشغاله اليوم الجمعة في سلا. وشكلت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، التي شارك فيها عدة خبراء من بلدان أوروبية،إفريقية وآسيوية عبر “تقنية الفيديو”، فرصة لتسليط الضوء على أهمية ومكانة الذكاء الإصطناعي في الممارسة السريرية للأمراض السرطانية.
وبهذه المناسبة، قالت أستاذة التعليم العالي بكلية الطب والصيدلة بالرباط والمسؤولة عن مختبر التشريح الدقيق بالمعهد الوطني للأنكولوجيا، بسمة الخنوسي، إن هذا المؤتمر يمثل فرصة لمناقشة العديد من القضايا الراهنة المتعلقة بالتشريح المرضي الدقيق والتطورات العلمية التي تصاحب هذا المجال خاصة في ظل الطفرة النوعية التي بات يشهدها العالم .
وأكدت أن هذا الحدث هو أيضا فرصة لتبادل أحدث التوصيات الدولية في هذا المجال وتسليط الضوء على الوضع الحالي وآفاق هذا التخصص في ارتباطه بالذكاء الإصطناعي وأهميته وراهنيته اليوم من أجل تطوير هذا التخصص، مشيرة إلى أنه سيتم مناقشة العديد من القضايا المطروحة التي تستأثر باهتمام المؤتمرين ، بما في ذلك الرقمنة، والاستخدامات الجديدة لتكنولوجيا المعلومات في مجال الصحة والذكاء الاصطناعي في ارتباطه بمجال التشريح الدقيق.
وأضافت أنه خلال هذا المؤتمر سيتم تسليط الضوء على عدة مواضيع منها سرطان الغدة الدرقية وتشخيصه وخيارات العلاج النموذجية، إلى جانب سرطان الثدي عند النساء، وسرطان الرئة عند الرجال ومساهمة الخبراء والمتخصصين في إحراز تقدم في هذا المجال عبر تظافر الجهود وتقاسم التجارب والإنفتاح على دول العالم .
من جانبه، أكد طبيب التشريح المرضي هشام العطار، أن “الذكاء الإصطناعي أضحى اليوم أمرا أساسيا من أجل تشخيص مرضي بشكل دقيق وفي وقت قصير، بالنظر لقلة الأطباء المغاربة المتخصصين في هذا المجال”، معتبرا أن تعميم الذكاء الإصطناعي في مجال التشريح الدقيق والإهتمام به وإدخاله في صلب تكوين الطلبة الأطباء سيساهم بشكل كبير في تقدم وازدهار هذا المجال في المغرب.
وشدد العطار على المجهودات المهمة التي تبذلها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في هذا المجال وفق رؤية استراتيجية ترمي إلى الدفع قدما بالمنظومة الصحة بالمغرب.
من جهته، قال رئيس الجمعية المغربية للإعلام الطبي أنور الشرقاوي أن الذكاء الإصطناعي لابد أن يدخل ضمن جميع الميادين الطبية والصحية، داعيا جميع المسؤولين والمتدخلين إلى الوعي بهذه المسألة وتسخير الإمكانيات المادية لذلك إلى جانب توفير تكوين مستمر للأطباء والعاملين في قطاع الصحة في هذا المجال.
ويشكل هذا الحدث، الذي ينظم على مدى يومين، فضاء للالتقاء وتبادل الخبرات والتجارب بين أخصائيي التشريح المرضي الدقيق والمتخصصين الشركاء، من قبيل مختصين في البيولوجيا وأخصائيي الأشعة وشركات الأدوية.
ويتضمن برنامج المؤتمر العلمي ورشات عمل ودورات تكوينية لفائدة الطلبة الأطباء والمتدربين والفيزيائيين في هذا المجال ينشطها خبراء مغاربة وأجانب، قصد التعريف بأهمية الذكاء الإصطناعي في المجال الطبي بشكل عام والتشريح الدقيق بشكل خاص.