سجل المركز الجهوي لتحاقن الدم بتطوان، أمس السبت، إقبالا كبيرا وغير مسبوق من قبل ساكنة مدينة الحمامة البيضاء وفعالياتها المؤسساتية والمدنية للتبرع بالدم لفائدة ضحايا الزلزال، الذي ضرب عدة أقاليم من المغرب قبل منتصف ليلة أمس الجمعة.
فقد تقاطرت، منذ صباح اليوم، على المركز المتواجد قرب مستشفى سانية الرمل، بشكل عفوي وطوعي، أعداد كبيرة من المواطنين من كل الفئات، وفعاليات مدنية واقتصادية وكذلك مجموعة من الأجانب المقيمين بالمدينة للتبرع بهذه المادة الحيوية للمساهمة في المبادرة التضامنية والإنسانية لإنقاذ أرواح المصابين وتلبية لنداء الوطن في هذه الظروف الاستثنائية.
وكانت عدة جمعيات ومؤسسات قد أطلقت، منذ الساعات الأولى لحدوث الفاجعة، عدة نداءات ودعوات للانخراط في عمليات التطوع بالدم، حيث دعت قي هذا السياق جامعة عبد المالك السعدي وهيئة المحامين بتطوان وهيئات مدنية وجمعوية إلى الانخراط في المبادرات الإنسانية التضامنية الرامية إلى تجاوز هذه الكارثة.
كما تفاعلت عدة مؤسسات اقتصادية بالمدينة مع طلبات مستخدميها، حيث بادرت مؤسسات إنتاجية بمدينة الفنيدق، إلى نقل كل الراغبات والراغبين إلى مركز تحاقن الدم بتطوان، للانخراط الفعلي والايجابي في هذا الفعل التطوعي النبيل.
في سياق المبادرات التطوعية، بادر عدد من رجال الأمن العاملين بولاية أمن تطوان وبمختلف الدوائر الأمنية التابعة لها، فور انتهاء دوامهم المهني، بشكل تلقائي، إلى التوجه إلى مركز تحاقن الدم بتطوان، كالتفاتة إنسانية راقية تعبر عن الحس الإنساني الرفيع لرجال الأمن في أوقات الأزمات.
إلى جانب المغاربة، سجل مركز تحاقن الدم توافد مواطنين أجانب مقيمين بالمدينة، لاسيما من إسبانيا وفرنسا، وعدد من السياح الذين صادف وجودهم بتطوان وقوع هذا الحادث الأليم، حيث أبوا إلا أن يعبروا عن تضامنهم مع ضحايا الزلزال ومع الشعب المغربي في محنته.
في هذا السياق، سجل مدير المركز الجهوي لتحاقن الدم بتطوان الدكتور جعيدان خالد، توافد اعداد كبيرة من المواطنين على المركز من أجل التبرع بالدم لفائدة ضحايا فاجعة إقليم الحوز والمناطق المجاورة.
وأضاف الدكتور جعيدات، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ولقناتها M24 الإخبارية، أن هذا الاقبال الكبير وغير المسبوق الذي شهده المركز اليوم يبرز الحس الإنساني والتضامني للشعب المغربي عامة ولساكنة مدينة تطوان على سبيل التحديد، مشددا على أن المركز يبذل جهودا مضاعفة، تقنية وتنظيمية، لاستقبال كافة المتبرعين وتدبير عملية التبرع بشكل سلسل.
وأشار المسؤول إلى أن ما شوهد اليوم من حماس ورغبة العديد من المواطنين للانخراط في هذا الفعل الإنساني يشكل صمام أمان بالنسبة للمرضى الذين يحتاجون باستمرار لهذه المادة الحيوية، مشددا على أن الحملة ستتواصل طيلة الأسبوع المقبل .
في تصريح مماثل، قالت رئيسة جمعية ابتسامة للمتبرعين بالدم، لبنى العجاني، إن توافد أعداد غفيرة من المتبرعين، سواء منهم المغاربة أو الأجانب، على مركز تحاقن الدم بتطوان أمر يدعو للاعتزاز بحجم التآزر والتآلف الذي يعبر عنه المغاربة خلال الأوقات العصيبة، كما يحفز الجمعية على المزيد من التضحية والانخراط في هذا المجهود الإنساني والتضامني.
ودعت العجاني كافة المواطنين، بتطوان أو بباقي المدن المغربية، إلى الحرض على الانتظام في التبرع بالدم، في هذه المحنة وفي باقي أشهر السنة لضمان مخزون قار وكاف من شأنه تلبية حاجيات المرضى، سواء منهم الذين يحتاجون إلى نقل الدم بصفة مستمرة، أو لا قدر الله عند حدوث مثل هذه الفواجع.
من جانبه، أكد المحامي والفاعل الحقوقي هشام بوعنان، أن تواجده بالمركز يأتي أولا تلبية لواجب الوطن وللتعبير عن التضامن مع أهالينا بالمناطق المتضررة، مبرزا أن هيئة المحامين بتطوان دعت كافة المنتسبين للانخراط في هذا المجهود الوطني والإنساني، وعيا منها بواجب التضامن في مثل هذه الظروف.
أما المتبرع خيسوس خ. فأكد أنه التحق بمدينة تطوان منذ ستة أيام للعمل، وانه مباشرة بعد علمه بحدوث الزلزال هذا الصباح، قرر بشكل تلقائي وطوعي مع مجموعة من أصدقائه المغاربة والاسبان التبرع بدمه لفائدة ضحايا الزلزال.
وأضاف أنه أصر على التضامن مع ضحايا زلزال إقليم الحوز كالتفاتة إنسانية مع ابناء بلد يستضيفه خلال مدة اشتغاله به، وسيتقاسم معهم هواء هذا الوطن العظيم.