كتبت صحيفة “ذي فويس” الغامبية أن زيارة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة إلى روما تمثل دليل شراكة إستراتيجية متعددة الأبعاد بين المغرب وإيطاليا.
وأشارت الصحيفة إلى أن بوريطة قام يوم الأربعاء 5 يوليوز، بزيارة عمل إلى إيطاليا بدعوة من نظيره الإيطالي، أنطونيو تاجاني، مذكرة بأنه بهذه المناسبة، أجرى محادثات مع رئيس مجلس النواب الإيطالي، لورنزو فونتانا، ورئيس لجنة سياسات الاتحاد الأوروبي في مجلس الشيوخ الإيطالي، وكذلك مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والتعاون أنطونيو تاجاني.
وبهذه المناسبة تم التوقيع، تضيف الصحيفة، على خطة عمل من أجل تنفيذ الشراكة الإستراتيجية متعددة الأبعاد ين البلدين، والتي من خلالها يجددان تأكيد رغبتهما، المعبر عنها ضمن الإعلان المشترك الموقع بين البلدين في 1 نونبر 2019 بالرباط، في وضع العلاقات الثنائية في إطار شراكة إستراتيجية متعددة الأبعاد تتجه نحو الحوار الدائم والتعاون الملموس والمفيد لكلا الجانبين.
وقالت الصحيفة إن إيطاليا رحبت بـ “الجهود الجادة وذات المصداقية” التي يبذلها المغرب من أجل التوصل إلى حل لقضية الصحراء، وذلك في خطة العمل تلك، كما أكد على ذلك قرار مجلس الأمن رقم 2654 لـ 27 أكتوبر 2022.
وأضافت الصحيفة أنه في إشارة إلى مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب، جددت إيطاليا التأكيد أيضا، على “دعمها لجهود الأمين العام للأمم المتحدة من أجل مواصلة العملية السياسية الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي، عادل، واقعي، براغماتي، مستدام، ومقبول من الأطراف لقضية الصحراء، يقوم على التوافق طبقا للقرارات 2654“.
وضمن نفس خطة العمل، تضيف الصحيفة، تشجع إيطاليا “جميع الأطراف على مواصلة التزامها بروح من الواقعية والتوافق، في سياق تسويات تنسجم مع الأهداف والمبادئ المنصوص عليها ضمن ميثاق الأمم المتحدة“.
وأوضحت الصحيفة من جانب آخر أن إيطاليا نوهت بـ “الإصلاحات الكبرى التي قام بها المغرب على مدى العقدين الماضيين بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس والجهود المبذولة من أجل تنمية سياسية واقتصادية واجتماعية”. كما نوهت روما بالعمل الذي يقوم به جلالة الملك من أجل تنمية واستقرار وازدهار القارة الإفريقية.
وأشارت الصحيفة الى أن البلدين، أكدا عزمهما على العمل المشترك للحفاظ على المستوى الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية وتوطيدها، والالتزام بإعطاء زخم جديد للحوار السياسي بجميع أبعاده بهدف الاستجابة لحاجيات الاستقرار والسلام الإقليمي والدولي.
وفي المجال الأمني، تضيف الصحيفة، كان المغرب وإيطاليا قد نوها بالمهنية المشهود بها لأجهزة البلدين، وجهودهما في المساهمة في الأمن الدولي، مبرزة أن البلدين رحبا بالدور الذي تضطلع به روما والرباط في مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية والجريمة العابرة للحدود.
وأضافت الصحيفة أن البلدين، واقتناعا منهما بأن التسوية السلمية للنزاعات والصراعات التي تمس المنطقة من شأنها أن تلعب دورا حاسما في استقرار هذه المنطقة وتنميتها”، فإنهما يشكلان لبعضهما البعض شريكين رئيسيين في إدارة التحديات الإقليمية والدولية.
ومن جهة أخرى نقلت الصحيفة عن بوريطة قوله إن المغرب وإيطاليا يتقاسمان الإرادة والالتزام لتعزيز شراكتهما متعددة الأبعاد، مؤكدا أن زيارته “إلى إيطاليا تأتي في إطار توجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس الهادفة إلى تنويع وتعزيز الشراكات داخل أوروبا والاتحاد الأوروبي وتوطيد العلاقات مع القوى الأوروبية ذات المصداقية”.
وأشار الوزير، في السياق ذاته، إلى أن إيطاليا، الفاعل الرئيسي في الحوض المتوسطي ، تطمح إلى أن تصبح فاعلا مهما في إفريقيا، مبرزا أن المغرب بفضل رؤية جلالة الملك هو فاعل مؤثر في القارة الإفريقية.
ونقلت الصحيفة عن بوريطة قوله إن إيطاليا “ترغب في العمل في إفريقيا مع المغرب الذي تعتبره فاعلا رئيسيا في منطقة البحر الأبيض المتوسط ، بفضل استقراره والمبادرات التي يقوم بها، بناء على توجيهات جلالة الملك، في مختلف المجالات”.