يعتبر الموظفون المغاربة أكثر تقلبًا من باقي الموظفين عبر العالم، حيث يبحث 70٪ منهم بنشاط عن عمل جديد وفق ما كشفته دراسة حديثة أجرتها مجموعة بوسطن الاستشارية (BCG) و ReKrute.com.
وتوضح ذات الدراسة أن سوق العمل العالمي يخضع لقدر كبير من التوتر، وهو ما ينجم عنه تغير في العلاقة بين العاملين والمؤسسات، كما ينطبق هذا التحول على السوق المغربية، نظرًا لأن 7 من كل 10 موظفين مغاربة يبحثون بنشاط عن عمل، بينما اختار 2٪ منهم مغادرة عملهم الحالي، وهي نسبة تشكل ضعف المتوسط العالمي البالغ 40٪.
تختلف دوافع البحث عن عمل جديد بين الموظفين، فهناك من يبحث عن منصب أكثر إثارة للاهتمام أو بمستوى أعلى من الأقدمية (52٪)، وهناك من تحركه الرغبة في استكشاف مهنة جديدة (29٪)، فيما كشفت الدراسة أن 8٪ فقط من الموظفين يخططون للبقاء مع صاحب العمل، و 7٪ لتولي مسؤوليات جديدة.
تشير الدراسة إلى أن وباء كوفيد-19 ووصول الجيل Z أحدثا نقطة تحول جديدة في سوق العمل؛ إذ تميل تطلعات 66٪ من الموظفين المغاربة الذين يرون أن حياتهم المهنية مثالية، أكثر فأكثر، إلى خلق التوازن بين العمل والحياة مع إمكانية التطور الشخصي.
ومع ذلك، فإن الموظفين المغاربة قلقون بشأن رفاههم، ويحتفظون على سبيل الأولوية بمعيار الراتب، وهو العامل الحاسم الأول في النظر في عرض العمل، حيث انتقل هذا الشرط من المركز العاشر في عام 2018 إلى المركز الثاني في عام 2022.
كما يفضل المغاربة العمل الحضوري أكثر مقارنة بالموظفين عبر العالم، حيث يمثل طريقتهم المفضلة للعمل بنسبة 49٪ مقابل 35٪ بشكل عام، متقدمين بفارق كبير عن «العمل عن بعد بنسبة 100٪» الذي لا يحظى بشعبية بنسبة 5٪ مقابل 11٪ بشكل عام.
تعتبر مقابلة العمل أيضًا خطوة حاسمة بالنسبة للمغاربة، حيث أن 44٪ من المرشحين المغاربة على استعداد لرفض عرض عمل جيد بسبب تجربة التوظيف السلبية، خاصة في حالة القضايا التمييزية أو ضعف الاتصال مع القائمين بالتوظيف.
تستند هذه الدراسة المعنونة ب«ما يريد الباحثون عن عمل أن يعرفه أرباب العمل» إلى دراسة استقصائية ل 90 ألف موظف في 160 بلدان، بما في ذلك ما يقرب من 400 مبحوث في المغرب.