أدى انهيار مبنى في مدينة مرسيليا الساحلية بجنوب فرنسا إلى جرح خمسة أشخاص على الأقل، فيما يتوقع أن يكون هناك حوالى عشرة أشخاص تحت الأنقاض، لكن حريقا يعرقل جهود عمال الإنقاذ في البحث عن ضحايا محتملين آخرين.
وأعلن وزير الداخلية جيرالد دارمانان، الذي حضر إلى الموقع لدعم السكان وحوالى مئة من عناصر الإطفاء أثناء عملهم، وجود أربعة أشخاص تحت الأنقاض “بشكل مؤكد”، وأضاف أنه “يمكن أن يكون هناك حوالى عشرة أشخاص”.
من جهته أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن “حزنه” بسبب هذه المأساة.
وصرح كريستوف ميرمان رئيس إدارة المنطقة الواقعة في جنوب فرنسا، لوكالة فرانس برس أن هناك “شكوكا كبيرة بأن انفجارا تسبب في انهيار المبنى لكن يجب أن نبقى حذرين جدا بشأن الأسباب في هذه المرحلة”.
واضاف أن الغاز “قد يكون احتمالا ممكنا”.
من جهته، قال رئيس بلدية المدينة بونوا بايان للصحافيين إن انهيار المبنى في منطقة لا بلين بوسط مرسيليا حدث حوالى الساعة 00,40 (22,40 ت غ)، ما ألحق أضرارا بأجزاء من المبنيين المحيطين.
وأضاف أن “حريقا اندلع في أنقاض (المبنى) يمنعنا من إرسال كلاب وفرق للبحث عن ضحايا محتملين تحت الأنقاض”. وتحدث بايان عن خمسة جرحى تم إجلاؤهم من مبنيين مجاورين تضررا من الانهيار.
لكنه أشار إلى وجود ضحايا آخرين على الأرجح. وقال “يجب أن نستعد لوجود ضحايا في هذه المأساة الرهيبة”.
وقال عزيز لوكالة فرانس برس إنه عند وقوع الانفجار حوالى الساعة 00,40 (22,40 ت غ) “اهتز كل شيء ورأينا الناس يركضون والدخان في كل مكان ثم انهار المبنى في الشارع”.
ورفض الرجل كشف اسم عائلته لكنه قال إنه كان يدير محلا لبيع الأطعمة ليلا في الشارع الذي انهار فيه المبنى.
من جهته، قال جيل الذي يعيش في شارع فرعي بالقرب من المبنى لفرانس برس إن انهيار المبنى تسبب بصوت “هائل”، موضحا أن “الأمر بدا اشبه بانفجار” حدث عند انهيار مبنيين في مرسيليا في تشرين الثاني/نوفمبر 2018.
وتواصل فرق الإنقاذ تواصل عملها بالوسائل الكبيرة المتوفرة.
وذكر صحافيون من فرانس برس أن عددا كبيرا من رجال الإنقاذ، من رجال إطفاء وشرطة وأفراد من الأمن العام، يعملون بجد.
وأغلقت الشوارع المحيطة بالمبنى التي يغطيها الغبار ويتمركز فيها عدد من فرق الإغاثة، على حد قول مصور من وكالة فرانس برس.
وأكد قائد فرق الإطفاء التابعة للبحرية أن رجال الإطفاء لم يتمكنوا حتى الآن من إجراء إحصاء للأشخاص الذين كانوا موجودين في المبنى المنهار ويسد ركامه الطريق.
واضاف أن مئة من رجال الإطفاء يعملون في الموقع، مؤكدا أن “الأولوية هي بالتأكيد لإطفاء الحريق وإزالة الأنقاض للعثور على أشخاص يحتمل أن يكونوا تحتها”.
وأوضح ميرمان إنه تم إخلاء مبان أخرى في الشارع كإجراء وقائي في هذه الليلة من عطلة عيد الفصح الطويلة، وتم نقل سكانها إلى مدرسة تحولت إلى مركز للإيواء.
قال مسؤولون إنه تم فتح تحقيق لمعرفة سبب الانهيار.
لكن رئيس البلدية ومسؤول الإدارة يستبعدان على ما يبدو أن يكون المبنى الذي انهار الأحد متداعيا في حي معروف بمطاعمه وحاناته وحياته الليلية.
وقال ميرمان “لم يكن هناك بلاغ عن تقادم هذا المبنى وهذا ليس حيا يعتبر السكن فيه غير صحي”.
وأكد رئيس البلدية من جهته “على حد علمي لا توجد مشاكل خاصة بشأن هذا المبنى. لسنا في حالة شارع يضم مساكن غير صحية”.