جرى مساء أمس الأربعاء بفيلا الفنون بالرباط، تقديم كتاب “تواشجات الشعري والفني في الشعر العربي الحديث” لمؤلفته حورية الخمليشي، الذي تبرز فيه انفتاح الشعر العربي الحديث على الأجناس الفنية الأخرى.
وتحاول الخمليشي من خلال هذا الكتاب الصادر في 470 صفحة، إبراز كيف أن الحداثة ساهمت كثيرا في تطور وتجديد الشعر العربي الحديث، ما جعله ينفتح على مختلف الأجناس الفنية، سواء التشكيلية أو المسرحية أو الموسيقية أو السينمائية وغيرها.
وأبرزت الشاعرة حورية الخمليشي، في كلمتها، خلال هذا اللقاء الأدبي، الذي حضره العديد من الإعلاميين والمثقفين والشعراء والمهتمين، أن الكتاب يشتمل على مقابلات مع شخصيات أدبية مغربية ومغاربية حول إشكالية انفتاح الشعر المعاصر على الفنون، لإبراز هذا التجاور الموجود بين النص الشعري الحديث كفن كتابي والفن البصري بشكل عام.
وقالت في هذا الصدد إن الكتاب يطرح بعمق هذه الإشكالية، من خلال انفتاحه على مجموعة من الألوان والأجناس الأدبية، مثل الفلسفة والفن التشكيلي والسينما والمسرح وغيرها من الاجناس الأدبية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش اللقاء، قالت الخمليشي إن هذا الإصدار يحاول أن يجمع بين الشعر والفن البصري باعتبارهما جنسين أدبيين مختلفين ما يجعل التواشج بينهما أمرا صعبا، “إلا أننا نحاول المجاورة بينهما رغم ذلك”.
وأوضحت أن الكتاب تطلب منها سنوات عديدة من الاشتغال “تمخضت عنه كتب أخرى فنية وشعرية ستصدر قريبا”، مشيرة إلى أن شعرية الانفتاح هي مقاربة تبنتها منذ صدور كتابها “الشعر المنثور والتحديث الشعري” (2010).
وفي تصريح مماثل، قال الباحث في علوم الموسيقى، أحمد عيدون، إن العلاقة بين الشعر والموسيقى عميقة، مستشهدا بالشاعر ومؤسس علم العروض، علم موازين الشعر، الخليل بن أحمد الفراهيدي، الذي كان في الأصل موسيقيا واستنبط الكثير من معارفه الشعرية من الإيقاع الموسيقي.
وأضاف أن العلاقة بين الشعر والموسيقى أعمق بكثير من هذا الجانب الإيقاعي، في إشارة إلى العديد من الجوانب الخفية في اللغة الموسيقية التي تحيل إليها النغمات الموسيقية، ما يتيح ذلك التفاعل المتبادل بين الموسيقى والشعر.
وحورية الخمليشي هي ناقدة وأكاديمية مغربية، حاصلة على الدكتوراه في الأدب العربي في موضوع “الترجمة والتأويل في النص العربي القديم”، من جامعة محمد الخامس بالرباط.
وصدرت للخمليشي العديد من المؤلفات، منها “الشعر المنثور والتحديث الشعري”، و”الخطاب الشعري العاشق والإبداع “، و”الكتابة والأجناس: شعرية الانفتاح في الشعر العربي الحديث”.