حكومة المونديال: صراع الأحزاب يبدأ قبل صافرة البداية

في أجواء سياسية مشحونة بالتوقعات والطموحات، تتجه أعين الأحزاب المغربية نحو الاستحقاقات الانتخابية القادمة، حيث بدأت طبول المنافسة تُقرع بين أحزاب الأغلبية، وكل طرف يستعد لاقتناص موقع القيادة.

في هذا السياق، جددت فاطمة الزهراء المنصوري، المنسقة الوطنية لحزب الأصالة والمعاصرة، طموح حزبها لتصدر المشهد السياسي وقيادة حكومة المستقبل، التي أطلقت عليها “حكومة المونديال”.

أمام حشد من منتخبي جهة الرباط سلا القنيطرة، أكدت المنصوري أن حزب الجرار يملك رؤية سياسية طموحة ومشروعا مجتمعيا يسعى لتجسيده من موقع رئاسة الحكومة، وبحضور وجوه حزبية بارزة مثل محمد المهدي بنسعيد وفاطمة السعدي، شددت المنصوري على أهمية التنظيم الحزبي لمواجهة تحديات العزوف السياسي، خصوصًا بين صفوف الشباب، من خلال تعزيز سياسة القرب وبناء جسور التواصل بين القيادة والمناضلين.

على الجانب الآخر، يبدو أن حزب التجمع الوطني للأحرار يعيش حالة من الثقة، حيث ينظر إليه باعتباره منافسًا قويا في السباق الانتخابي، فالحزب، الذي يقود الحكومة الحالية، يعول على تجربة السنوات الماضية لتعزيز موقعه في بورصة الانتخابات المقبلة، مستفيدا من شبكة تنظيمية متينة وأداء حكومي يُروج له كنجاح.

وفي المقابل، يعاني حزب الاستقلال من تحديات داخلية وتنظيمية قد تؤثر على نتائجه الانتخابية، مراقبون يرون أن الحزب، الذي كان يوما أحد ركائز المشهد السياسي المغربي، يمر بفترة من التراجع، مع تضاؤل ثقته في قدرته على تحقيق نتائج مشرفة.

تصريحات قيادات الأحزاب تعكس حالة من الاستنفار السياسي المبكر، فالأصالة والمعاصرة يرفع شعار “الشباب والنساء يقودون التغيير”، بينما التجمع الوطني للأحرار يراهن على استمرارية القيادة. أما حزب الاستقلال، فيبدو أنه يواجه معركة داخلية قبل أن يخوض المعركة الكبرى على الساحة الوطنية.

المشهد السياسي المغربي في طور التشكّل، مع بداية سباق انتخابي يبدو أنه سيحمل الكثير من الإثارة. وبينما تتعالى أصوات المنادين بالتغيير وتصدر المشهد، يبقى التساؤل قائمًا: هل ستنجح الأحزاب في كسب ثقة المواطنين، أم أن إكراهات العزوف السياسي ستظل العقبة الكبرى أمام أي مشروع سياسي؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.