جون أفريك تكتب عن “المغرب ودبلوماسية القفطان”
لقد أصبح القفطان، رمزُ التراث المغربي، أداةً للقوة الناعمة في قلب معركة ثقافية في اليونسكو، ولكن أيضًا في قلبِ صدامٍ جديد مع جارته الجزائرية.
في تقرير مطول لمجلة “جون أفريك” سلطت المجلة الضوء على القفطان المغربي واعتبرته أداة دبلوماسية فعالة للمملكة وقوة ناعمة لها، وأكدت المجلة أن القفطان المغربي الذي أضحى رمزا للتراث الثقافي للمملكة المغربية أصبح في صلب معركة ثقافية ودبلوماسية بين المغرب والجزائر على مستوى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو.
المجلة وصفت القفطان المغربي بأنه أكثر من مجرد لباس تقليدي، بل هو رمز يعكس الهوية المغربية العريقة ومهارة الصنعة المحلية التي تطورت عبر القرون، منذ الحقبة الموحدية في القرن الثاني عشر، وازدهاره فترة حكم السلطان أحمد المنصور الذهبي ومولاي إسماعيل.
وذكرت المجلة أن الجزائر حاولت تسجيل القفطان لنفسها بإقدامها على تقديم ملف لليونسكو لتسجيل زي تقليدي نسائي يمثل شرق الجزائر، لكن الملف تضمن صورًا لقفطان مغربي تقليدي من فاس، ما أثار جدلا دبلوماسيا جعل المغرب يقدم اعتراضا رسميا على الملف وحصل على قرار لصالحه، خصوصا أن المملكة كانت قد أعلنت مسبقا نيتها تسجيل القفطان كتراث غير مادي في 2025، بعد تقديمها طلبا سابقا لتسجيل فن الملحون.
هذا ونشر المغرب، الخميس الماضي، 10 تسجيلات لعلامات الملكية الصناعية، تتعلق بالقفطان المغربي والزليج وبلغة إدوكان ن أودرار وحلي تزرزيت، وذلك لدى المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية، وهو الهيئة الحكومية المسؤولة عن حماية الملكية الصناعية بالمغرب (العلامات التجارية وبراءات الاختراع والرسوم والنماذج الصناعية). حيث أفاد بلاغ لكتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، أن هذه التسجيلات تتعلق بثمان علامات جديدة تنضاف إلى حصيلتها من حيث إيداعات الشارات والعلامات الجماعية للتصديق، ليرتفع عدد تسجيلاتها إلى 77 إيداعا. الأمر الذي يشكل الخطوة قبل الأخيرة في عملية تسجيل العلامات الـ 10 الجماعية للتصديق قبل الشروع في إيداعها عما قريب على المستوى الدولي، خاصة على لدى بلدان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وكندا ودول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (الإيكواس).