قام وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، أمس الجمعة، بزيارة ميدانية على مستوى عمالة وجدة-أنجاد بجهة الشرق، همت تدشين وإطلاق عدد من مشاريع التنمية الفلاحية والقروية المنجزة في إطار تنزيل استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030” بالعمالة.
وهمت زيارة الوزير، الذي كان مرفوقا، على الخصوص، بوالي جهة الشرق وعامل عمالة وجدة-أنجاد، معاذ الجامعي، وممثلي الغرفة الفلاحية بالجهة، بالإضافة إلى مهنيين ومنتخبين محليين، ووفد مهم من المسؤولين بالوزارة، تدشين مسالك قروية بمحاميد، وتتبع تقدم إنجازات برنامج التخفيف من آثار نقص التساقطات المطرية بعمالة وجدة-أنجاد.
كما شملت هذه الزيارة إطلاق مشروع لتجميع سلسلة الخروب، وتتبع عملية البذر المباشر للحبوب بعمالة وجدة أنجاد، وكذا الوقوف على وحدة لاستخلاص زيت الزيتون في إطار الشراكة بين الدولة والخواص.
وهكذا، اطلع صديقي، على مستوى دوار المحاميد بالجماعة الترابية أهل أنكاد، على برنامج إنجاز وتهيئة المسالك القروية بعمالة وجدة أنجاد وكذا الأشغال المبرمجة خلال 2022-2024، حيث تم، بهذه المناسبة، تدشين المسلك القروي المحاميد الذي أنجز على مسافة 3,3 كلم باستثمار إجمالي يقدر ب 2,13 مليون درهم.
وباستثمار إجمالي يقدر بـ 9 ملايين درهم، سيسهم البرنامج في فك العزلة عن الساكنة القروية وتسهيل الولوج إلى المرافق الضرورية، وبالتالي تحسين ظروف العيش. كما مكن البرنامج من تهيئة المسالك القروية على مسافة 19 كلم، لفائدة ساكنة الجماعات الترابية لأهل أنجاد وبني خالد وإسلي.
وعلى مستوى دوار لحواوسة بالجماعة الترابية أهل أنجاد، اطلع الوزير على تقدم إنجاز برنامج التخفيف من آثار نقص التساقطات المطرية على مستوى عمالة وجدة أنجاد، حيث يشمل هذا البرنامج توزيع الشعير المدعم والأعلاف المركبة، وتلقيح 275.963 رأس من الأغنام والماعز، ومعالجة 3095 خلية نحل ضد مرض الفارواز، وإنجاز 5 أثقاب مائية واقتناء 6 صهاريج، إضافة الى التهيئة الهيدروفلاحية على مساحة 1300 هكتار.
وفي إطار هذا البرنامج، تم توزيع 124.750 قنطار من الشعير المدعم و 24.285 قنطار من الأعلاف المركبة، وإنجاز الري التكميلي ل 1150 هكتار من الأشجار المثمرة.
وعلاوة على ذلك، تفقد الوزير تقدم أشغال إنجاز نقطة ماء بدوار لحواوسة، باستثمار إجمالي قدره 1 مليون درهم، بحيث سيمكن إنجاز هذا المشروع، الذي يوجد في طور الهندسة المدنية، من التخفيف من آثار نقص التساقطات المطرية بهذا الدوار، وتوفير المياه الضرورية لسقي الأشجار المثمرة، بما فيها أشجار الزيتون واللوز، بغية ضمان استدامتها.
وبالجماعة الترابية عين الصفا، أعطى صديقي الانطلاقة لأول مشروع لتجميع سلسلة الخروب بجهة الشرق في إطار تنزيل استراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030. ويضم المشروع 16 فلاحا مجمعا على مساحة إجمالية تقدر بـ 628 هكتار ينتمون للجماعات الترابية عين الصفا وريسلان ومستفركي وسيدي موسى لمهاية.
ويهدف هذا المشروع، الذي يشمل بناء وتجهيز وحدة لتعبئة وتحويل الخروب، والتأطير التقني وتكوين الفلاحين المجمعين، إلى تثمين سلسلة الخروب عبر توسيع غراسة الخروب على مساحة 2200 هكتار وتحسين المردودية لبلوغ 5 طن في الهكتار وخلق فرص الشغل وتحسين دخل الفلاحين، فضلا عن آثاره السوسيو-اقتصادية المباشرة على الساكنة الجهة، حيث سيمكن من تحسين التسويق وتنظيم الإنتاج الفلاحي.
وفي إطار تتبع عملية البذر المباشر بعمالة وجدة أنجاد، اطلع الوزير، بالجماعة الترابية عين الصفا، على البرنامج الجهوي للبذر المباشر، والذي يندرج في إطار توجيهات الوزارة لإرساء فلاحة مقاومة للتغيرات المناخية وناجعة بيئيا، تماشيا مع استراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030. ويهدف البرنامج إلى بلوغ 50.000 هكتار على مستوى الجهة، منها 9500 هكتار على مستوى إقليم وجدة أنجاد في أفق سنة 2030.
كما اطلع الوزير على برنامج الزرع المباشر للحبوب بعمالة وجدة أنجاد، والذي يرتقب أن يبلغ مساحة 238 هكتار بالنسبة للموسم الحالي.
وعلى مستوى الجماعة الترابية أهل أنجاد، قام الوزير بزيارة لوحدة لاستخلاص زيت الزيتون والتي أنجزت في إطار الشراكة بين الدولة والخواص. وتتوفر الوحدة التي أنجزت باستثمار يفوق 9.7 مليون درهم، وهي مختصة في إنتاج الزيتون البكر الممتازة، على طاقة تخزين بـ 200 طن من الزيوت، وبطاقة إنتاج بحوالي 80 طن في اليوم.
ويهدف المشروع إلى خلق 67 منصب شغل مباشر وغير مباشر، وتحسين جودة زيت الزيتون الموجهة للتصدير، وتحسين دخل منتجي الزيتون، والمساهمة في تنمية سلسلة الزيتون بجهة الشرق.
وفي تصريح لقناة الأخبار “إم 24” التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد الصديقي أن هذه الزيارة تندرج في إطار تتبع “تقدم مشاريع التنمية الفلاحية بعمالة وجدة أنجاد، والتي تندرج في إطار تنزيل استراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030، باستثمار إجمالي قدره 1,7 مليار درهم”.
وأبرز أن هذه الاستراتيجية تتضمن عدة مشاريع مهيكلة، لا سيما مشاريع الفلاحة التضامنية، والتي تتضمن غرس أشجار مقاومة للجفاف والتقلبات المناخية كالخروب واللوز، ودعم الكسابة، وإنجاز نقط للماء، وكذا مشاريع لفك العزلة على الضيعات الفلاحية وعلى الساكنة القروية.
وخلص الوزير إلى القول إن هذه الاستراتيجية تتوخى، بالأساس، دعم التسويق، خاصة لدى صغار الفلاحين، قصد الولوج إلى الأسواق، وذلك عبر تثمين المنتوجات الفلاحية والتجميع الفلاحي.