احتفت جامعة محمد الخامس بالرباط، أمس الأربعاء، بمرور 65 سنة من عطائها الأكاديمي والعلمي تحت شعار ” الجامعة في خدمة التنمية المستدامة والارتقاء بالقيم العالمية “.
وجرى خلال هذا اللقاء تقديم عرض شامل يستعرض أهم تخصصات المؤسسات التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط وإحصائيات عدد خريجيها إلى جانب أبرز محطاتها التاريخية وأهم إنجازاتها على المستوى الدولي والوطني، فضلا عن تقديم شهادات تعود لشخصيات وازنة تقلدوا مناصب عالية وطنيا ودوليا وهم من خريجيها.
وفي كلمة له بالمناسبة، أعرب مستشار جلالة الملك، أندري أزولاي، عن سعادته بحضور حفل الذكرى الـ 65 لجامعة محمد الخامس بالرباط، معتبرا أن الأخيرة “ساهمت بشكل كبير في تحرير العقل المغربي بالنظر للأدوار الريادية التي قامت بها منذ تأسيسها”.
كما أشاد أزولاي بالمسار التاريخي المتميز لهذه الجامعة العريقة التي ساهمت في تكوين شخصيات تقلدت مناصب ومسؤوليات داخل الدولة، متمنيا لها الاستمرارية على هذا النحو عبر تكوين وتأطير الأجيال القادمة لإعداد رأسمال بشري قادر على رفع التحديات المستقبلية.
ومن جانبه، قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار، عبد اللطيف ميراوي، إن هذا الحفل يشكل فرصة لاستعراض ما حققته جامعة محمد الخامس بالرباط من إنجازات منذ تأسيسها ، مبرزا أنها عملت خلال مختلف مراحل تطورها على تبني رؤية استشرافية واضحة يحدوها طموح كبير نحو التميز وتحقيق الريادة العلمية والأكاديمية على المستوى الوطني والإقليمي والدولي.
واعتبر أن هذا الاحتفاء يندرج في سياق متميز يتمثل في الأهمية التي مافتئ يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لقضايا التربية والتكوين والرأسمال البشري، باعتبارها ركيزة أساسية لإعداد كفاءات قادرة على رفع مختلف التحديات التنموية الحالية والمستقبلية.
وأضاف أن “رفع هذه التحديات يتجسد من خلال المخطط الوطني لتطوير وتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار باعتباره ورشا وطنيا مهيكلا يروم الإرتقاء بجودة ونجاعة منظومة التعليم العالي ببلادنا”، لافتا إلى النتائج المشرفة التي حققتها جامعة محمد الخامس بالرباط من حيث اكتساب سمعة مشهود لها نتيجة مجهودات مكوناتها من أطر وأساتذة وإداريين ورؤساء تعاقبوا على تسييرها.
وبدوره، شدد رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، الحبيب المالكي، على الدور الأساسي الذي قامت به جامعة محمد الخامس بالرباط منذ تأسيسها ، معتبرا أنها منارة من منارات البحث العلمي ومنهل من مناهل الثقافة العليا بالمملكة.
وأبرز أن الجامعة قامت بدور تثقيفي وتنويري عبر تكوين طلائع فكرية وسياسية وإدارية إلى جانب انفتاحها على المحيط السوسيو ثقافي ونشر المعرفة في بعدها الكوني.
ومن جهته، قال رئيس جامعة محمد الخامس بالنيابة، فريد الباشا، ” نحتفي اليوم بذكرى تأسيس أول جامعة عصرية ببلادنا للاعتراف لها بجميع ما قدمته لأبناء وطننا “، مؤكدا أن ما وصلت إليه وما حققته من إنجازات رغم التحديات هو ثمرة عمل مشترك وجماعي ساهمت فيه كل مكوناتها.
وأضاف أن هذا الاحتفاء هو من أجل المستقبل وجعل الجامعة قاطرة لتطوير البلاد وقادرة على خلق المعرفة ورفع التحديات وفق مبادرات جريئة تساهم في تعزيز دور الجامعة المهم داخل المجتمع.
يشار إلى أن الاحتفاء بمرور 65 سنة على تأسيس هذه الجامعة له دلالات عميقة على عراقتها، وإشارات قوية إلى تألقها وحضورها الوازن في المشهد العلمي الثقافي الوطني والدولي، ودورها المتميز بالنهوض وتطوير البحث العلمي والابتكار بالمغرب بحيث تمثل نسبة 30 بالمائة من الإنتاج الوطني العلمي، وتتصدر المراتب الأولى والجد متقدمة وطنيا وعربيا وإفريقيا في عدة ترتيبات دولية.