جرى أمس السبت بالدار البيضاء، تنظيم حفل تقديم وتوقيع الكتاب الصادر باللغة الفرنسية بعنوان “Artistes peintres à Casablanca/ فنانون تشكيليون في الدار البيضاء”، من طرف مؤلفته شمس صهباني، بحضور عدد من الفنانين وشخصيات من مجالات مختلفة.
ويشكل هذا الكتاب (حجم كبير / 131 صفحة) ، الذي يعد ثمرة سنوات من التفكر والبحث الميداني في هذا المجال، قاعدة وثائقية مثيرة للاهتمام، مقسمة حسب الموضوع ومبنية على حوارات (بين عامي 2020 و 2022) مع عدد من الفنانين التشكيليين، الذين يعيشون ويعملون في الدار البيضاء.
هذا الكتاب الذي كتب مقدمته الفنان التشكيلي والناقد الفني الأستاذ عز الدين الهاشمي الإدريسي يعد دراسة “جاءت في موعدها وكنا في انتظارها”.
وكتب الهاشمي الإدريسي “كانت هناك حاجة إلى عمل جاد وموثق لمواجهة الانطباعات الكثيرة أو الأحكام المتسرعة وأيضا لهدم الصور والقوالب النمطية المترسخة” حول الفنانين التشكيليين سواء من الدار البيضاء أو غيرها، مبرزا مدى ملاءمة اختيار العنوان الذي يعد مفتاح الكتاب ويشير إلى مكان وفضاء الاستقبال وهو الدار البيضاء، المدينة، كما تصفها صهباني، “حيث عندما يكون ممكنا، تندمج الفنون التشكيلية وتنتشر”.
وبحسب الهاشمي الإدريسي، فإن شمس صهباني لا تسعى إلى تحديد الأسس الجمالية ل”الفن التشكيلي لمدينة الدار البيضاء” ، بل تستحضر “تفرد” الأفراد، الفنانون التشكيليون البيضاويون، لكن ليس من منظور جمالي.
وأوضح الهاشمي الإدريسي أن “عمل شمس صهباني ليس كتابا يرصد تاريخ الفن التشكيلي في هذه المدينة، والحديث عن + فن تشكيلي بيضاوي+ لا يمكن في الوقت الحالي”، مشيرا إلى أن هذه الدراسة تعتمد نظرة سوسيولوجية “هنا و الآن ” في سياق تعاقب الأجيال والتغيرات السوسيو-اقتصادية الكبيرة.
وفي تصريح لقناة (M24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أشارت الفنانة التشكيلية والكاتبة شمس صهباني إلى أن الكتاب مقسم إلى 5 فصول وهي “مكانة الفنان التشكيلي”، و”المسارات المختلفة”، و”حياة الفنان”، و”نشر الفن” و “المساعدات والدعم”.
وأبرزت أن “إعداد الكتاب استمر على مدى سنتين بين 2020 و 2022 ، بسبب وباء كوفيد -19 والقيود المتعلقة به”، مشيرة إلى أنها قابلت خلال هاتين السنتين أزيد من 100 فنان.
وعن فكرة الكتاب قالت صهباني أنه “جاءتني فكرة إعداد هذا الكتاب بعد الصعوبات والأسئلة التي كنت أطرحها على نفسي كفنانة تشكيلية”، معتبرة أن الاقتصار على الفنانين التشكيليين من الدار البيضاء لم يكن اختيارا بقدر ما كان نتيجة المعيقات التي فرضها الحجر الصحي بسبب الجائحة.
وتخلل حفل تقديم وتوقيع هذا الكتاب معرض جماعي لأعمال الفنانين التشكيليين الذين ساهموا في إنجاز هذا العمل من خلال شهاداتهم.