نظمت مؤسسة عبد الخالق الطريس للتربية والثقافة والعلوم، الجمعة بمدينة تطوان، حفل تقديم كتاب “المقاومة والحركة الوطنية في شمال المغرب”، الذي يعد باكورة إصدارات المؤسسة في مجال التأريخ .
وأجمع الباحثون الذين ساهموا في تأطير الفعالية الثقافية، التي احتضنها المركز السوسيو ثقافي التابع لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، على أن المؤلف الجماعي، الذي يعزز المكتبة الوطنية المهتمة بتاريخ المغرب الحديث، يكشف النقاب عن تفاصيل أحداث تاريخية مهمة وبطولات رجالات ونساء الحركة الوطنية والمقاومة والدفاع عن سيادة المملكة المغربية .
وأضافوا أن مضمون الكتاب يعمم المعرفة ويوسع اطلاع الجيل الصاعد على مراحل مؤثرة وحاسمة من تاريخ المغرب والأواصر المتينة التي ربطت بين العرش والشعب رغم الظروف الصعبة التي عاشتها المملكة إبان فترة الحماية الإسبانية والفرنسية، ومساهمة الحركة الوطنية في تنوير الرأي العام، مشيرين بالمناسبة بدوافع تأليف الكتاب والمنهجية المتبعة في التأليف في استقراء الأحداث والمعطيات التاريخية .
وأكد الباحث في تاريخ المغرب المعاصر محمد العاقل أن الكتاب يتميز بتحاليله العلمية الدقيقة ومرجعيته التي تقوم على معطيات تاريخية محصها مؤرخون وخبراء مختصون وأعلام رائدة في المجال، مضيفا أن المؤلف يتناول الكثير من الأحداث ونضال الحركة الوطنية بشمال المغرب وفق مقاربات علمية دقيقة.
وأشار إلى أن الكتاب تطرق بضبط كبير إلى خصوصيات الحركة الوطنية في شمال المغرب وعرف بالشخصيات البارزة في تاريخ الحركة الوطنية بالمنطقة الخليفية بشمال وجنوب المغرب والأبعاد التربوية والاجتماعية والثقافية المؤثرة في سيرورة الحركة الوطنية بالمنطقة .
من جانبه، قال الباحث في مجال التاريخ حسن سيكا أن الكتاب تناول أيضا ملامح الخطاب السياسي والوطني والقومي والتوعوي لرواد الحركة الوطنية، كما عرج على التواصل الذي كان قائما بين الوطنيين في شمال وجنوب مع ملك البلاد، مؤكدا أن الكتاب يقدم أيضا الوجه الثاني للحركة الوطنية المتمثل في تربية الأجيال عبر ممارسات واضحة المعالم وقواعد تعليمية للمحافظة على الهوية الوطنية والقيم المغربية الأصيلة ومواجهة محاولات الاستعمار لطمس الهوية المغربية في كل تمظهراتها.
وحسب الرئيس المنتدب لمؤسسة عبد الخالق الطريس للتربية والثقافة والعلوم محمد طارق حيون، فإن الكتاب المعني بالتظاهرة الثقافية هو إبداع جماعي الغرض منه تشجيع المؤرخين والأكاديميين والطلبة على التعاطي بجرأة أكثر مع قضايا تاريخ المغرب المعاصر خاصة خلال فترة النضال الجماعي ضد الاستعمار واستكشاف الخبايا التاريخية لهذه المرحلة المهمة من تاريخ المغرب المجيد.
ورأى أن ما تم طرحه لحد الآن من قضايا تاريخية بخصوص هذه الفترة هو نقطة صغيرة في بحر يتضمن الكثير من الوقائع والأحداث والمبادرات والمعطيات تستحق الكشف عنها واطلاع الجمهور الواسع بها على تضحيات رجالات الحركة الوطنية وعلى رأسها الأسرة الملكية المكافحة، وإعطاء المثال للأجيال الحالية واللاحقة ودفعهم على المساهمة في البناء التنموي الذي يقوده المغرب الموحد بثبات وطموح.