تم، أمس الأربعاء، تسليط الضوء على انخراط ووعي الشباب الأفارقة، وخاصة المغاربة، برهانات تغير المناخ وأهمية انخراطهم في دوائر صنع القرار للتأثير على السياسات العمومية المتعلقة بقضية المناخ، وذلك خلال الدورة الـ 11 للقاءات “لنتحدث عن التنمية” حول موضوع “كيف يمكن للشباب المشاركة في قرارات المناخ؟”.
وشكل هذا اللقاء، الذي أطلقه برنامج الأمم المتحدة للتنمية بالمغرب بشكل مشترك مع البنك الدولي ومركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، ليكون منصة لتبادل الأفكار بين الشباب والخبراء الوطنيين والدوليين، مناسبة لتسليط الضوء على أهمية هذا الموضوع، حيث أن العديد من الشباب عبر العالم حققوا نجاحات في كفاحهم ضد تغير المناخ.
وسجل عدد من المتدخلين أن هؤلاء الشباب، المدافعون المتحمسون عن القضايا البيئية، أبانوا عن قدرتهم على الانخراط في العمل المناخي وإسماع أصواتهم لحماية مستقبل الكوكب من خلال تنظيم حملات وتقديم عرائض، واللجوء إلى العمل المباشر، وكذا تشكيل تحالفات دولية للشباب لها فروع في جميع أنحاء العالم.
ودعوا، في هذا الصدد، الشباب المغربي، الذين ينشغلون بيئيا بهذا الموضوع، لإشباع فضولهم، ومعرفة المزيد عن قضية المناخ والاستثمار في الفضاءات الموجودة (جمعية أو شبكة أو مبادرة) من أجل خلق قوة دافعة قادرة على التأثير في السياسات على المستوى المحلي والإقليمي والوطني والدولي.
وعلاوة على ذلك، أكد الخبراء على الحاجة إلى تيسير مشاركة هؤلاء الشباب في بلورة السياسات وانخراطهم في تنفيذ الإجراءات المتعلقة بالمناخ من أجل ضمان النمو الأخضر للبلد والقارة.
كما دعوا إلى تحسين الآليات المؤسساتية من أجل تعزيز حضور الشباب في المسلسل السياسي للتنمية المستدامة، إلى جانب تعزيز مهاراتهم من خلال تزويدهم بالمعارف الأساسية والخبرات المتعلقة برهانات المناخ التي من شأنها أن تسهم بشكل كبير في المبادرات الدولية الخاصة بالسياسات المناخية.
وشدد الخبراء على ضرورة تعزيز البرامج الدامجة، وإمكانية الولوج إلى المعلومات الموثوقة والموارد المالية لانخراطهم، ودعم المبادرات التي تقدم بدائل للتحولات واسعة النطاق، أو تقييم الآثار الإيجابية للشباب من حيث العمل المناخي وأخذها في الاعتبار.
وبعدما اقترحوا طرقا ومسارات لتعزيز انخراط الشباب في العمل المناخي، أكد الشباب الذين شاركوا في هذا النقاش على أهمية إذكاء الوعي، مشيرين إلى أن “العديد من هؤلاء الشباب يبدو أنهم ليسوا على دراية كافية بعواقب أزمة المناخ وبالتنوع البيولوجي”.
واعتبروا أنه بإمكان التعليم في مجال البيئة أن يعزز مرونة المواطنين وتكيفهم مع تغير المناخ، علاوة على خلق فرص استثمارية في المهن المستقبلية للتحول البيئي مثل إعادة التدوير والاقتصاد الدائري والأمن الطاقي.
يذكر أن هذا اللقاء الذي نظم بشراكة مع الجامعة الدولية للرباط في إطار سلسلة “ساينس بو” التي تذاع كل أربعاء بتقنية البث المباشر على منصات (يوتيوب، وفايسبوك، وتويتر) ضمن لقاءات افتراضية بعنوان “لنتحدث عن التنمية”، يروم دراسة الفرص والتحديات في مسار المغرب نحو التنمية الشاملة والمستدامة والمرنة، مع الأخذ في الاعتبار أهداف التنمية المستدامة والنموذج التنموي الجديد كمرجع.
وتهدف هذه السلسلة من الحوارات إلى تشجيع الشباب على المشاركة في النقاش العام حول قضايا التنمية وتحفيز البحث والتحليل حول النموذج التنموي الجديد بالمملكة، لا سيما في ما يتعلق بالدروس الرئيسية المستخلصة من أزمة كوفيد-19.