تستعد العاصمة الأرجنتينية بوينس آيريس لاستقبال، يوم الاثنين المقبل ، النخبة العالمية من المدافعين عن حقوق الإنسان في إطار النسخة الثالثة للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان 2023 .
ومن المتوقع حضور أزيد من 20000 مشارك من 98 بلدا في هذا الاجتماع الذي ينظمه المركز الدولي لتعزيز حقوق الإنسان، التابع لليونسكو من أجل “تعميق الحوار وتحديث تشخيص الوضع بشأن التطورات الرئيسية وأبرز التحديات في تعزيز وحماية حقوق الإنسان في العالم “، بحسب بيان صحفي صادر عن اللجنة المنظمة.
وسيمثل المغرب ، الذي استضاف المنتدى التمهيدي الأول لحقوق الإنسان في فبراير الماضي ، بوفد هام تقوده رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان ، أمينة بوعياش.
واعتبار ا من 20 مارس الجاري وعلى مدى خمسة أيام، سيتم تنظيم أزيد من 150 ندوة دولية بحضور رؤساء دول وحكومات سابقين ، من بينهم بيبي موخيكا من الأوروغواي وخوسي لويس رودريغيز ثاباتيرو من إسبانيا.
و يشمل البرنامج ألف محاضرة وورشة عمل وتقديم كتب وأنشطة ثقافية ، قبل أن يختتم فعالياته بمسيرة يتم تنظيمها كل يوم 24 مارس في الأرجنتين للاحتفال بيوم الذاكرة والحقيقة والعدالة ، الذي يتزامن مع ذكرى الإنقلاب العسكري في الأرجنتين في 24 مارس 1976.
وتتمحور الأنشطة المقررة في إطار المنتدى العالمي حول 26 موضوعا رئيسيا ، بما في ذلك الهجرة ، والبيئة ، والحفاظ على الذاكرة ، والولوج إلى العدالة ، والتمييز ، والاتجار بالبشر وغير ذلك من المواضيع.
وسبقت النسخة الثالثة من المنتدى ، بعد نسختي 2013 و 2014 على التوالي في البرازيل والمغرب ، منتدى دولي تمهيدي، شارك في تنظيمه يومي 17 و 18 فبراير في الرباط كل من والمجلس الوطني لحقوق الإنسان والمركز الدولي لتعزيز حقوق الإنسان، التابع لليونسكو.
كما جرى تنظيم منتدى تمهيدي ثان في سانتياغو بالشيلي يومي 8 و 9 مارس.
وتعتبر المنتديات التمهيدية فضاءات للنقاش حول المقترحات التي سيتم تقديمها إلى المنتدى العالمي لحقوق الإنسان 2023، بهدف “توحيد الجهود ، وإضفاء الطابع الديمقراطي على المناقشات ووضع مقترحات للأعمال المستقبلية”.
قبل اجتماع الرباط ، قالت المديرة التنفيذية للمركز الدولي لتعزيز حقوق الإنسان، التابع لليونسكو ، فيرناندا خيل لوزانو ، إن الاجتماع في المغرب قدم “فرصة رائعة لإقامة علاقات مع البلدان الأفريقية الأخرى وتعزيز العلاقات بين دول الجنوب لاسيما بين أمريكا اللاتينية وإفريقيا و منطقة البحر الكاريبي”.
في سانتياغو ، أكد الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان ، منير بن صالح ، أن منتدى الرباط التمهيدي أظهر “قدرة الخبراء والمدافعين عن حقوق الإنسان من بلدان الجنوب على إثراء وتطوير معايير حقوق الإنسان” مشدد ا “على أهمية” ” هذا النوع من الاجتماعات العالمية التي توفر” مساحة مثالية للحوار والنقاش وبناء الثقة “.
في بوينوس آيريس ، وضع المنظمون مقترحات مبتكرة تهدف إلى تعزيز التعاون على المستويين الإقليمي والدولي ، وإبراز أهداف التنمية المستدامة.
بالإضافة إلى المناقشات المتوقعة حول الولوج إلى العدالة ، والحق في الهوية ، والحق في الأرض ، والتنمية الاجتماعية الشاملة والتماسك الاجتماعي ، والسياسة الجنسانية والتنوع ، أدرج المنظمون 31 مناقشة خاصة مع 150 متحدث ا بارز ا ، بما في ذلك بالتاسار غارزون ، القاضي الإسباني السابق، وبيبي موخيكا ، وإرنستو سامبر ، الرئيس السابق لكولومبيا
وسيقام حفل الافتتاح مساء يوم 20 مارس بحضور الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فيرنانديز وإستيلا دي كارلوتو ، رئيسة رابطة جدات بلاز دي مايو والرئيسة الفخرية للمنتدى.
ويؤكد ميثاق المبادئ والقيم الصادر عن المنتدى العالمي لحقوق الإنسان 2023 على أن هذا الاجتماع سيكون مساحة “للنقاش العام حول حقوق الإنسان في العالم ، والتقدم والتحديات الرئيسية في ما يتعلق باحترام الاختلافات والمشاركة الاجتماعية والحد من أوجه عدم المساواة وتعزيز الانصاف والاندماج الاجتماعية”.
و ينص الميثاق على أن المنتدى “يقوم على جمع ودمج المنظمات الوطنية والإقليمية والدولية الملتزمة بحقوق الإنسان”.
وفق ا للمنظمين، تسعى هذه النسخة الثالثة إلى “تعزيز الصلاحية الكاملة للدفاع عن حقوق الإنسان واحترام كرامة الإنسان في سياق سلام دائم لا يضر بالبيئة والطبيعة” مع السعي إلى تعزيز النظم الديمقراطية وتعميقها (…) من خلال تعزيز التعاون الدولي والإقليمي من أجل توطيد حقوق الإنسان.