تشهد كرة القدم الوطنية حالة من الجدل المتزايد حول القرارات المتعلقة بإجراء مباريات البطولة الاحترافية دون حضور الجماهير، وهو ما أثار استياء العديد من المتابعين والعشاق للعبة، وفي تصريحات لرئيس العصبة الاحترافية لكرة القدم، عبد السلام بلقشور، كشف أن بعض الأندية هي من تطلب لعب مبارياتها بدون جمهور، إضافة إلى قرارات السلطات الأمنية التي تفرض في بعض الأحيان هذا الإجراء لأسباب متعددة.
هذه التصريحات جاءت في ظل انتقادات حادة وجهها المدربون والمسيرون حول الأداء التحكيمي وغياب الجماهير عن المدرجات، مما أثار جدلا واسعا في الأوساط الكروية.
وقد أشارت العصبة في بلاغها الأخير إلى “خطورة التصريحات التي تؤجج الأوضاع”، مشددة على أن هذه الانتقادات لا تعكس الواقع الذي يشهده القطاع، خاصة في ظل الاستعدادات الكبيرة التي تجريها البلاد لاستضافة بطولات قارية وعالمية، مثل كأس إفريقيا للأمم وكأس العالم للأندية.
بين تحكيم مثير للجدل وقرارات غياب الجماهير
أصبحت الانتقادات الموجهة إلى التحكيم محور حديث رئيسي في مختلف وسائل الإعلام وبين جماهير الفرق المتضررة، حيث يرى الكثيرون أن الأخطاء التحكيمية “القاتلة” التي تؤثر على سير المباريات تتطلب إعادة نظر جدية في المنظومة التحكيمية بأكملها، ومع ذلك، يظل القرار بإجراء المباريات دون جمهور هو الأكثر إثارة للجدل، خاصة وأن الأندية ذاتها هي التي تطالب بهذا القرار، دون أن تقدم توضيحات كافية للجماهير حول الأسباب وراء هذا الطلب.
السلطات الأمنية بدورها تتدخل في بعض المناسبات، مستندة إلى عوامل أمنية أو أعمال إصلاحية في الملاعب، وهو ما أدى إلى منع الجماهير من الحضور في عدد من المباريات، مما خلق فراغاً واضحاً في الأجواء الرياضية التي تعتمد بشكل كبير على حماس الجماهير ودعمها.
العصبة: تصريحات المدربين والمسيرين “مجانبة للصواب”
وفي سياق متصل، شددت العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية على أن التصريحات الصادرة من المدربين ومسؤولي الأندية بشأن التحكيم وغياب الجماهير لا تخدم مصلحة الكرة الوطنية.
بلقشور أشار إلى أن هذه التصريحات قد تؤدي إلى عرض أصحابها على لجنة الأخلاقيات، وهو أمر تحاول العصبة تفاديه عبر بلاغها الأخير الذي وصفته بأنه “تنبيه” يهدف إلى الحفاظ على السلم الرياضي وتجنب التوترات.
وأكدت العصبة على أهمية تضافر الجهود بين جميع مكونات اللعبة، مشددة على أن النجاح الذي حققته الكرة المغربية في الآونة الأخيرة لا يمكن أن يستمر إلا بتكاتف الجميع واحترام المؤسسات المعنية بتدبير الشأن الرياضي.
كما دعت إلى العمل الجماعي من أجل تحقيق طموحات الأندية والجماهير على حد سواء، وخلق بيئة كروية متوازنة تعكس تطور الرياضة في المغرب.
إلى أين يتجه الوضع؟
في ظل تزايد الانتقادات والتحفظات بشأن قرارات التحكيم وغياب الجماهير، يبقى السؤال الأهم هو: إلى أين يتجه الوضع في كرة القدم المغربية؟ وهل سيتمكن المسؤولون من احتواء هذا الجدل المتصاعد، أم أن الأمور ستأخذ منحى أكثر تعقيداً؟