أقيمت مساء أمس الجمعة ببروكسيل، أمسية فنية بهيجة بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2973، تخللتها باقة متنوعة من الفقرات الغنائية التي تجسد غنى وتنوع الموروث الثقافي المغربي الأصيل.
وشكل هذا الحفل، الذي نظمته جمعية “ماربيل”، مناسبة لتجسيد تشبث أفراد الجالية المغربية المقيمة في بلجيكا بوطنهم الأم وإبراز تنوع الهوية المغربية، القوية بمكوناتها وروافدها المتعددة.
وتعاقب على أداء الفقرات الفنية لهذه الأمسية، التي عرفت على الخصوص، حضور سفير المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ، محمد عامر، إلى جانب ثلة من الشخصيات المغربية والبلجيكية، عدد من المجموعات الموسيقية، هي المجموعة الفولكلورية “أحواش تافروغت” من جنوب المغرب، ومجموعة “تاروا ن’شيخ محاند” من منطقة الريف، ومجموعة “سلطانات بنات الشعبي”.
وبهذه المناسبة، قال محمد عامر في كلمة له، إن الاحتفال برأس السنة الأمازيغية يأتي هذا العام في سياق استثنائي يتسم بالتدابير النوعية المتخذة من طرف الحكومة في مجال تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، والرامية إلى التنزيل الفعلي للإجراءات الرامية إلى الإدماج الفعلي لهذه اللغة والثقافة الوطنية في مختلف مناحي الحياة، لاسيما في المنظومة التعليمية، الإدارة، العدالة والصحة.
وأوضح عامر أن المغرب، ينتقل إلى السرعة القصوى في مسلسل النهوض بالثقافة الأمازيغية ومنحها المكانة التي تستحقها على مختلف الأصعدة، مبرزا تعبئة المغرب بأكمله، أحزابا سياسية، هيئات المجتمع المدني وجمعيات ثقافية، من أجل الاحتفال بهذه الذكرى، في أفق جعل رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية يحتفل بها كل المغاربة.
من جهتها، قالت فرانسواز شيبمانس، المشرفة على الشأن الثقافي ببلدية مولنبيك، إن الاحتفال بالسنة الأمازيغية مناسبة سانحة للتعرف على الموروث الثري الذي يزخر به المغرب في مجالات الموسيقى واللباس التقليدي وفن الطبخ، ما يحفز التفتح وينهض بقيم العيش المشترك.
وسلطت شيبمانس في هذا الصدد، الضوء على التنوع الثقافي الكبير الذي تزخر به بلدية مولنبيك، التي تشكل بوتقة للتلاقح والتمازج الثقافي، مبرزة المساهمة القوية للجالية المغربية في إثراء المشهد الثقافي بهذه البلدية البلجيكية.
من جانبه، أبرز رئيس جمعية “ماربيل”، محمد الحموتي، في كلمة مماثلة، الحمولة الثقافية القوية لهذه المناسبة التي عرفت مشاركة مجموعات فولكلورية مغربية أصيلة، مشيرا إلى ضرورة الحفاظ على هذا التراث الثقافي الأمازيغي ونقله إلى الأجيال القادمة.
وخلال هذه الأمسية الفنية، تم تكريم مجموعة من الآباء المهاجرين من الجيل الأول لمساهمتهم في نجاح أبنائهم في مسارهم الأكاديمي والمهني وتيسير اندماجهم في بلاد المهجر.
كما تم بهذه المناسبة، تقديم مجموعة من الأطباق التقليدية الأمازيغية من شمال وجنوب المملكة، والتي تعكس غنى وتنوع فن الطبخ المغربي.