أعطى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت طالب، أول أمس السبت، انطلاقة خدمات مشروعين صحيين على مستوى تراب عمالة سلا، وذلك في إطار سياسة القرب التي تنهجها الوزارة ولاسيما في مجال حماية وتعزيز صحة الأطفال والشباب.
ويتعلق الأمر بكل من فضاء لصحة الشباب على مستوى مقاطعة تابريكت، ووحدة لاستقبال الأطفال ضحايا العنف بالجماعة الترابية أبي القناديل.
ويندرج هذين المشروعين الصحيين، اللذين أعطيت انطلاقة خدماتها بحضور عامل عمالة سلا، السيد عمر التويمي، ورئيس مجلس عمالة سلا، والمنتخبون المحليون، في إطار تنفيذ التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى إصلاح جذري وعميق للمنظومة الصحية الوطنية، ولضمان التنزيل الفعال والمحكم لورش الحماية الاجتماعية.
كما يأتي إطلاق هذه المشاريع الصحية في إطار تعزيز العرض الصحي بتراب عمالة سلا التي تعرف كثافة سكانية متنامية، إضافة إلى تقريب الخدمات الصحية من المواطنات والمواطنين، وخاصة فئة الأطفال ضحايا العنف وصحة الشباب.
ويهدف المشروع المتعلق بفضاء صحة الشباب على مستوى مقاطعة تابريكت، والذي تم إنجازه في إطار شراكة بين وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ومجلس عمالة سلا، إلى تعزيز العرض الصحي لشبكات المؤسسات الصحية الاجتماعية بعمالة سلا، وكذا تقريب الخدمات الصحية والبرامج التحسيسية من الشباب، والمساهمة في تحسين صحتهم لاسيما الفئة العمرية ما بين 10 و24 سنة، إضافة إلى تعزيز خدمات التوجيه والدعم والإخبار من أجل صحة الشباب.
ويضم هذا الفضاء، الذي رصدت له ميزانية إجمالية تفوق مليوني درهم، عدة مرافق طبية وعلاجية وأخرى إدارية وفضاءات أخرى مختلفة، كما سيقدم خدماته لفئة مستهدفة تفوق 70 ألف نسمة من شباب مدينة سلا.
وتشمل خدمات الفضاء استقبال الشباب واليافعين والإنصات لهم، إضافة إلى تقديم خدمات طبية وتمريضية، تشمل الفحوصات الطبية العامة والمتخصصة، من ضمنها طب العيون والطب النفسي، وطب الأسنان وطب الأمراض الجلدية وطب النساء، فضلا عن خدمات التوعية الصحية والتربية العلاجية الموجهة للشباب.
وسيسهر على تقديم هذه الخدمات طاقم طبي وتمريضي وإداري، يضم أطباء عامون، وأطباء متخصصين في الطب النفسي وطب الأمراض الجلدية والتناسلية، وأمراض النساء والتوليد، وطب العيون، وطب الأسنان، وأخصائيين في علم النفس وقياس البصر، إضافة إلى ممرضين متعددي الاختصاصات.
وفيما يتعلق بمشروع وحدة استقبال الأطفال ضحايا العنف بأبي القناديل، فيهدف إلى دعم منظومة حماية الطفل والحفاظ على مكتسبات البرنامج الوطني للتكفل وعلاج الأطفال ضحايا العنف، كما يهدف إلى مكافحة هذه الظاهرة عن طريق التكفل بعلاج الأطفال والنساء ضحايا العنف، وتقوية المناعة والوعي لدى عموم المواطنين بخطورة العنف وآثاره الجسدية والنفسية على صحة المرأة والطفل.
كما ستساهم هذه الوحدة في تقوية وتعزيز أنشطة الوقاية من العنف، وذلك بالكشف النشيط لحالات العنف غير المصرح بها، فضلا عن إدماج وإعادة إدماج ضحايا العنف اجتماعيا وفي محيطهم، والحد من الهدر المدرسي لدى الأطفال المعنفين.
وتستهدف هذه الوحدة، التي تم إنجازها في إطار شراكة بين وزارة الصحة والحماية الاجتماعية وجمعية “ماتقيش ولدي” الأطفال والنساء ضحايا العنف من ساكنة الجماعة الترابية أبي القناديل، والتي ستعمل على استقبال والإنصات للنساء والأطفال ضحايا العنف وأسرهم، إضافة إلى التكفل الطبي، النفسي والاجتماعي للضحايا، فضلا عن توجيههم ومواكبتهم داخل المؤسسات الاستشفائية مع تسهيل المساطر الإدارية، وكذا خلق أنشطة موازية للأطفال مرتادي الوحدة.
وسيتم افتتاح هذه الوحدة على مستوى المركز الصحي المستوى الثاني مع وحدة مستعجلات القرب أبي القناديل، وتضم قاعة للاستقبال وأخرى للتشخيص، وقاعة للإنصات وسيسهر على تقديم خدماتها طاقم طبي وتمريضي ومساعدين اجتماعيين وإداريين.
وبهذه المناسبة، قال السيد آيت الطالب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن إعطاء انطلاقة كل من وحدة استقبال الأطفال والنساء ضحايا العنف بجماعة أبي القناديل، وفضاء لصحة الشباب على مستوى مقاطعة تابريكت، تأتي في إطار تطوير العرض الصحي بالمملكة والإرتقاء به.
واعتبر أن هذا العمل يدخل في إطار تطوير المنظومة الصحية الوطنية ، مؤكدا أن الحكومة تعمل جاهدة على تفعيل التوجيهات الملكية السامية في مجال الصحة وتقريب الخدمات للمواطنين ورقمنة القطاع، منوها بمواكبة السلطات المحلية والمنتخبين لهذين المشروعين وانخراطهم الفعال في تعزيز وتطوير الخدمات الصحية.
من جانبه، ذكر مندوب وزارة الصحة بعمالة سلا ، أبو بكر اليعقوبي، بأن مشروع وحدة التكفل بالأطفال والنساء ضحايا العنف يأتي في إطار تنزيل اتفاقية إطار وقعت بين الوزارة وجمعية “متقيش ولدي”، مؤكدا أن المشروع جاء لمواكبة الأطفال ضحايا العنف بجماعة أبي القناديل من حيث التكفل بالعلاج والمواكبة الإجتماعية والنفسية للأطفال والنساء ضحايا العنف.
وبخصوص المشروع الثاني، قال السيد اليعقوبي إنه متعلق بصحة شباب مقاطعة تابريكت التي تتراوح أعمارهم بين 10 و 25 سنة، مشددا على أن الفضاء سيقدم مجموعة من الخدمات منها العلاج النفسي وطب الأمراض الجلدية والعيون إضافة إلى طب الأسنان وأمراض النساء و التوليد.