احتضنت مدينة الدار البيضاء مساء أمس الأحد اللقاء التواصلي الأول للمبدعين العاملين باللغة الأمازيغية، بدعوة من المركز المغربي للإعلام الأمازيغي، حول موضوع “مناقشة الوضع الراهن للفنان والمبدع باللغة الأمازيغية، وسبل الترافع لتحقيق المساواة”.
ويأتي هذا اللقاء، وفق بيان المركز، في ظرفية أصبح فيها الفنان والمبدع المغربي باللغة الأمازيغية يعيش وضعا سيئا للغاية، وعلى جميع المستويات، مذكرا بترافعه عن الفنانين الأمازيغ باستمرار كونهم يعيشون “وضعا لا يمكن مقارنته بوضعية زملائهم الفنانين العاملين بالدارجة المغربية”.
هذا وقد حضر اللقاء الأولي أزيد من 80 فنانا وإعلاميا من الدار البيضاء والرباط، حيث شهد تلاوة توصيات البيان الختامي للملتقى الوطني الثاني الناطق بالأمازيغية الصادر بتاريخ 15 أبريل 2023، والذي تم فيه التطرق لوضعية الفنان والمبدع بالأمازيغية.
وخلص اللقاء الذي شهد نقاشا مستفيضا شارك فيه الفنانون والمبدعون الحاضرون إلى مباركة وتثمين توصيات البيان الختامي للملتقى الوطني الثاني للإعلام الناطق بالأمازيغية المنظم من طرف المركز المغربي للإعلام الأمازيغي، مؤكدا التأكيد على أن الفنان العامل في الإنتاج الناطق بالأمازيغية يعيش وضعية مزرية، سواء في ظروف العمل أو في تعويضاته، فضلا عن غيابه عن الإشهارات والعروض المسرحية وفي دور السينما.
بناء على الوضع السابق ذكره، طالب الملتقى برفع الحيف والتهميش عن الفنان العامل في الإنتاج الناطق بالأمازيغية، داعيا المركز السينما المغربي (CCM) إلى دعم الأفلام والوثائقيات الناطقة بالأمازيغية، وتشجيعها، وإعطائها نصيبها من الدعم على غرار الأعمال الأخرى، عبر إطلاق مشاريع خاصة بذلك، فضلا عن دعم وزارة الثقافة والاتصال والشباب للأعمال المسرحية الناطقة بالأمازيغية وتشجيعها من خلال برامج خاصة.
هذا وندد الملتقى باللامساواة وبالتمييز السلبي بين الفنانين والمبدعين المغاربة على أساس اللغة، مبرزا أن العاملين باللغة الأمازيغية أقل حضورا في الأعمال الفنية بالتلفزيون وبالسينما وبالمسارح وبالمهرجانات، وأضعف تعويضا عن أعمالهم الفنية، وأسوأ وضعيةً اجتماعية”.
واستنكر البيان غياب أعمال فنية وسينمائية ودرامية ومسرحية ناطقة بالأمازيغية عن القناة الأولى والقناة الثانية، مشيرا إلى أن طلبات عروض القناة الثانية الحالي يضم العديد من الأعمال السينمائية التلفزيونية كلها بالدارجة المغربية في إقصاء واضح للأمازيغية.
كما دعا البيان إلى التعجيل بالرقي بالمنتوج الأمازيغي إلى 24 ساعة من البث في اليوم بقناة تمازيغت، وتقوية حضوره بشكل عادل ومنصف في باقي القنوات والإذاعات، فضلا عن حماية حقوق الفنانين والمبدعين بالأمازيغية من جشع شركات الإنتاج، ومنعها من مصادرة حقوقهم، وتبخيس أعمالهم فقط لأنها ناطقة بالأمازيغية. مع تشديد المراقبة على الشركات المستهترة بالفن الأمازيغي.
هذا وقد تم بالإجماع الاتفاق على انضواء الفنانين المبدعين بالأمازيغية تحت لواء المركز المغربي للإعلام الأمازيغي، وتأسيس لجنة خاصة بهم داخل المركز، تقوم بمواكبتهم تكوينا وتأطيرا، وتترافع عنهم وعن قضاياهم، وتراقب وتتابع وضعية اشتغالهم وظروفها، “على أن يتم عقد لقاءات وطنية مقبلة لبلورة خطة وخارطة اشتغال هذه اللجنة بما يعيد للفنان وللمبدع الأمازيغي حقوقه وهيبته، وينصفه في بلده كما أنصفه الدستور والمواثيق الدولية”.