شكل موضوع “الوثائقي.. سينما مغايرة” محور مائدة مستديرة نظمت أمس الأربعاء بالمعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما بالرباط، في إطار الدورة الأولى لأسبوع الفيلم الوثائقي بالرباط”.
وشارك في هذا اللقاء عدد من الخبراء والمختصين في النقد السينمائي، بهدف مناقشة الرهانات المطروحة على إنتاج الأفلام الوثائقية بما في ذلك مصداقية المعطيات التي تقدمها هذه الأفلام ومدى توافر الحس الإبداعي فيها.
وتوقف الناقد عادل السمار في هذا الصدد، عند خصائص الفيلم الوثائقي الإبداعي التي تمكن المخرج من التوفر على حرية أكبر في التعبير، وتدعوه إلى “الجرأة على الحديث بصيغة المتكلم”، مع إمكانية التعبير عن رأيه الشخصي وعكس حقيقة الوقائع في آن.
وأضاف السمار أن الفيلم الوثائقي على شبكة الانترنيت يوفر إمكانية كبيرة للتعبير باعتباره يحرر المخرج من العديد من القيود ويوفر مساحة إبداعية أوسع بكثير، بالإضافة إلى إمكانية وصول وتفاعل أكبر مع المشاهدين.
من جانبه، أكد الأستاذ الباحث في السينما، عبد الله السرداوي، على ضرورة التحلي بالموضوعية والمصداقية في الأفلام الوثائقية، داعيا المهنيين إلى دعم هذا النوع من الأفلام وفتح حوار مع النقاد.
وقال السرداوي إن قوة هذا الصنف السينمائي تكمن في ترسخها في الواقع وفي قدرتها على الابتكار على مستوى التوثيق، داعيا في الوقت ذاته المخرجين إلى قبول تنوع الآراء التي قد تكون لدى الجمهور حول موضوع الفيلم أو زاوية النظر المختارة على اعتبار أن الكاميرا لا يمكن أن تنقل كل شيء.
يشار إلى أن الدورة الأولى لأسبوع الفيلم الوثائقي بالرباط تنظم إلى غاية 30 دجنبر الجاري، بمبادرة من الغرفة المغربية لصناع الفيلم الوثائقي، وبتعاون مع المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما، والمعهد العالي للسينما والسمعي البصري.
وتسعى هذه التظاهرة إلى أن تكون موعدا للتبادل والتقاسم والتكوين، ومناسبة للاحتفاء بالفيلم الوثائقي. كما تهدف، بحسب المنظمين، إلى التعريف بهذا النوع السينمائي الذي يتمتع بخصائص جمالية فريدة لدى جمهور عريض، وتعزيز إرساء ثقافة الفيلم الوثائقي بالمعاهد ولدى العموم.
ويتضمن برنامج هذه الدورة ورشات ولقاءات مفتوحة (ماستر- كلاس)، يتم تنشيطها من طرف مهنيين، علاوة على عرض أفلام وثائقية بسينما “النهضة” بالرباط.