“الهجرة الافريقية الوافدة” إصدار جديد يغني الخزانة العلمية بالمغرب
إشكالات الهجرة الإفريقية بالمغرب يكتنفها التداخل والترابط بين متغيراتها ومكوناتها، الأمر الذي يستدعي دراسة تفكيكية وتحليلية لمختلف عناصرها؛ المكانية والتاريخية والسكانية والاجتماعية والاقتصادية. ولا سبيل لبلوغ ذلك دون الاشتغال بالمقاربة البينية التي تعمل بمنهجية التكامل الوظيفي لأدوات العلوم الاجتماعية؛ من جغرافيا وديموغرافيا وتاريخ واجتماع.
واختيار هذا المسلك المنهجي في حد ذاته، يقود حتما إلى تناول مختلف الجوانب البارزة والمميزة للظاهرة الهجرية الجديدة، واستشعار أبعادها، سواء بالنسبة لبلد مثل المغرب َفرضت عليه الجغرافيا أن يكون حلقة وصل بين إفريقيا وأوروبا، أو بالنسبة لمدينة كبيرة كالعيون ذات البعد الجغرافي الاستراتيجي والثقل الاجتماعي بجنوب البلاد.
لقد جاء مؤَّلف “الهجرة الافريقية الوافدة، من جنوب الصحراء الى المغرب” ليجيب عن أسئلة في الموضوع من وجهة نظر واعية بحيثيات وأبعاد الظاهرة الهجرية الدولية. ولا جرم أن مصداقيته تكمن أساسا في المسار الذي سلكه قبل أن يخرج في حلته هذه إلى جمهور القراء. فقد توفق إلى حد بعيد في مختلف ُخطواته المنهجية؛ أي منذ تسجيله في إطار إعداد بحث علمي أكاديمي، وتوصله إلى نتائج علمية شِهد له بدقتها، إلى حين عرضه على لجنة المناقشة التي أوصت بطبعه ونشره، ثم خوضه بعد ذلك غمار التأليف، مع كل ما يقتضيه ذلك من تصويبات ومراجعات امتدت على مدى ثلاث سنوات. وقد اكتملت أركانه وأينعت ثماره، ليتحلى بعد كل هذا بمواصفات الكتاب الجذير بالنشر، يقدم بين ثناياه عصارة النتائج البحثية للدراسة، بأسلوب سلس سليم َتسهل قراءته واستيعاب ما يطرحه من نظرات حول مسألة الهجرة الدولية في زمننا هذا.
واجهة كتاب الهجرة الافريقية الوافدة، من جنوب الصحراء الى المغرب
كتاب “الهجرة الافريقية الوافدة، من جنوب الصحراء الى المغرب” الذي في أصله بحث أكاديمي تم تنقيحه وتمحيصه من انجاز طالبة الدكتوراه مولودة البزاوي وإشراف الدكتور إبراهيم كيدو ثمرة مجهود سنوات، سيتم حفل توقيع طبعته الأولى بالمعرض الدولي للكتاب بالرباط مساء يوم السبت المقبل 18 ماي 2024، مشكلا بذلك لبنة علمية جديدة في صرح الأبحاث العلمية الخاصة بالهجرات الدولية بالمغرب.