جرى، أمس الجمعة بمراكش، عرض ما مجموعه 150 عملا لفنانين مغاربة وأفارقة وعالميين، وذلك في إطار النسخة الرابعة من “شتاء مغربي”، التي تنظمها دار المزادات متعددة التخصصات (أرتكوريال) التي تتخذ من باريس مقرا لها.
وتم عرض هذه الأعمال طيلة أربعة أيام (من 27 إلى 30 دجنبر الجاري) بفندق المامونية بمراكش، وبالنسخة الإلكترونية، قبل بيعها بالمزاد.
وخلال هذه الفترة، تم وضع أعضاء مكتب البيع أرتكوريال رهن إشارة الجامعين ومحبي الأعمال الفنية لتمكينهم من كل المعلومات بخصوص المقتنيات التي تهمهم.
وتم، في البداية، إبراز هذه الأعمال المعروضة للبيع برواق “فونيز كادر” في الدار البيضاء، بهدف “توسيع الرؤية الشاملة للبيع والحصول على صورة حقيقية بشأن السوق من خلال التفاعلات المختلفة”.
كما جرى بث هذا المزاد على الهواء مباشرة من أجل السماح لـ “المزايدين” الذين لا يستطيعون التنقل لمتابعة هذا البيع والمزايدة عبر الإنترنت في الوقت الفعلي، في نفس الوقت مع المزايدين بالغرفة أو عبر الهاتف.
وفي تصريح لقناة (M24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال مدير أرتكوريال المغرب، أوليفيي بيرمان، “بالنظر لنجاح النسخ السابقة، نحن سعداء للغاية للمضي في البيع بالمزاد بالمامونية بمراكش”.
وأوضح أن النسخة الرابعة من “شتاء مغربي” احتفت بالفنان الفرنسي، جاك ماجوريل، بمناسبة بالذكرى الستين لوفاته، لأن هذا الرسام يظل بدون شك، أحسن من مثل المدينة الحمراء على نحو جيد منذ 80 سنة وأسهم في إشعاعها العالمي، مضيفا أن أعمال جاك ماجوريل رافقها فنانون أوروبيون ومغاربة ممن تأثروا بأسلوبه.
وتابع أن أرتكوريال جمع أسماء مرموقة في مجال الرسم المغربي المعاصر، تحضر على الخصوص في أعمال الغرباوي، والمليحي، والشرقاوي، والكلاوي، وربيع، معربا عن أمله في “أن تلقى هذه النسخة الرابعة نجاحا باهرا”.
وتوزع هذا الحدث المتميز مرة أخرى على ثلاثة فصول، وهي “ماجوريل ومعاصروه”، و”الفن الحديث والمعاصر المغربي والدولي”، و”الفن الإفريقي المعاصر”.
ويظل جاك ماجوريل، الذي وافته المنية في 14 أكتوبر 1962، حتى اليوم مرجعا ومصدر إلهام خالد.
وبمناسبة هذه الذكرى، جمعت دار (أرتكوريال المغرب) مجموعة من الأعمال الفنية الفريدة لهذه الشخصية المتميزة، حيث عرضت للبيع عملين يعود تاريخهما لأول رحلة قام بها لمصر سنة 1910، والتي تركت بصمة قوية في مساره الطويل، بما في ذلك لوحة “بورتريه لمصري”.
وجمعت (أرتكوريال المغرب)، بهذه المناسبة، جملة من الأعمال الاستثنائية لهذا المبدع، المحب للأضواء ولإفريقيا، ورسام القصبات والأعمال الشهيرة مثل “العراة السود”، والذي يظل عمله لحد الآن مرجعا ومصدر إلهام محايث.
وهكذا، اقترح البيع بالمزاد هذا عملين أنجزهما ماجوريل ومستلهمين من سفره الأول إلى مصر.
كما تضمن المعرض إحدى المنحوتات من مجموعة البارونة دي روتشيلد، المنجزة خلال الفترة الممتدة ما بين سنتي 1933-1934 والتي تنتمي إلى فصل مهم جدا من أعمال جاك ماجوريل يعود تاريخها لسنة 1931، والمعروفة باسم “العراة السود”.
واقترحت هذه الورشة أعمالا من نفس الفترة، بتصميم يستلهم من الحدائق الغراء لمدينته مراكش.
كما تم تقديم باقة من الموضوعات المفضلة للفنان، بما في ذلك قصبة رائعة بعنوان تأثير المساء في أنميتر (1941)، التي تم الاحتفاظ بها ضمن مجموعة خاصة يفوق عمرها 70 سنة، وتوج هذا الفصل المخصص للفنان بلوحة لسوق الأغنام الرائع، حيث تم تقديم هذه التقنية المختلطة على الورق الأسود لأول مرة في المزاد العلني.
وفي الفصل ذاته، تم أيضا عرض أربعة أعمال للبيع لأوجين جيرارديت، بما في ذلك “جني الثمور”، وخمسة أعمال لإيتيين دينيت، ومجموعة أخرى لإيدي ليجراند، بالإضافة إلى كل من خوسي كروز هيريرا، ورودولف إرنست.
وفي ما يتعلق بالفن الحديث والمعاصر المغربي والدولي، كانت الأسماء المرموقة في الفن المغربي الحديث حاضرة في هذا الفصل من خلال لوحتين زيتيتين للغرباوي ، وثلاثة أعمال للمليحي، وكذا أعمال الشرقاوي والكلاوي وربيع.
وبرعاية المهدي الحاج خليفة، تم تسليط الأضواء، من خلال مجموعة مختارة معاصرة، على أعمال كل من ضيف الله وبورويسة وإقبي، فضلا عن السيلفاتي والفاطمي ويامو.
وعرضت للبيع أيضا أعمال لفنانين آخرين من شمال إفريقيا والشرق الأوسط، بما في ذلك لوحة فنية كبيرة على ورق بايا، بعنوان “نساء وطيور” سنة (1990) بالإضافة إلى أعمال الرسام اللبناني شفيق عبود. كما كان الفن الحديث والمعاصر الدولي حاضرا أيضا من خلال أعمال كومباس وشاجال و”جون وان”.
وبخصوص الفن الأفريقي المعاصر، قدم الفصل الأفريقي لوحة بشكل استثنائي بحجم يناهز 2×2 متر للرسام أبوديا من أصل إيفواري، الذي يعيش ويعمل بين نيويورك وأبيدجان، والذي مثل الكوت ديفوار ببينالي فينيسيا (البندقية) بسلسلة من الأعمال الرائعة.
كما تم تقديم أعمال الكونغولي تشام، فضلا عن النيجيري Olamilekan Abatan الذي يعيد موضوع حارس القصر مستوحى من Ludwig Deutsch. وأخيرا، تم عرض لوحتين للفنانة الأنغولية آنا سيلفا، والتي شاركت في بينالي داكار.
يذكر أن جلسة البيع السابقة “شتاء مغربي”، التي نظمتها شركة (أرتكوريال المغرب) بفندق المامونية، على شاكلة دوبلكس مع باريس، حققت نجاحا كبيرا بإجمالي 34 مليون درهم/ 3.17 مليون يورو شاملة الرسوم.
يذكر أن (أرتكوريال) تأسست سنة 2002، وهي دار مزادات متعددة التخصصات يوجد مقرها بباريس، وقد تعززت مكانتها الرائدة في سوق الفن الدولي خلال 2021، وذلك من خلال ثلاثة مواقع للبيع بكل من باريس وموناكو ومراكش، حيث بلغ حجم مبيعاتها 169 مليون أورو، في العام ذاته.