تم أمس الاثنين بالناظور، تنظيم لقاء تواصلي وتحسيسي حول مشروع تأمين مياه السقي لسهل ملوية، انطلاقا من مشروع تحلية مياه البحر بالناظور. وعرف هذا اللقاء، الذي ترأسه وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، بحضور، عامل إقليم الناظور، جمال الشعراني، ورئيس الغرفة الفلاحية لجهة الشرق، ميمون أوسار، ورئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، رشيد بنعلي، مشاركة فلاحين من المدار السقوي لملوية، ومهنيين، ومنتخبين، وعدد من المسؤولين بالوزارة.
ويهدف هذا اللقاء إلى تقديم المشاريع الهيكلية لتأمين موارد مياه السقي لسهل ملوية، ومشروع تحلية مياه البحر للناظور. ويتعلق الأمر بإخبار وتحسيس الفلاحين والتنظيمات المهنية حول تحديات وأهمية هذا المشروع الذي سيمكن من تعزيز مرونة الفلاحة في جهة الشرق والحفاظ على التربة والموارد المائية.
ويندرج هذا المشروع للشراكة بين القطاعين العام والخاص، في إطار البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، الذي تم إعداده تنفيذا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لتدبير مشكلة شح الموارد المائية.
وسيمكن هذا المشروع، الذي يروم أيضا تأمين إمدادات المياه الصالحة للشرب للجهة، وضمان استدامة الاستثمارات، وتعزيز الموارد المائية لسقي مدار ملوية، من سقي الزراعات ذات القيمة المضافة العالية، وتوفير آفاق واعدة من أجل فلاحة مسقية أكثر إنتاجية وتنافسية ومستدامة بالجهة.
وتبلغ القدرة النهائية لمحطة تحلية المياه المستقبلية لجهة الشرق 250 مليون متر مكعب في السنة، منها 140 مليون متر مكعب موجهة للماء الصالح للشرب، و110 مليون متر مكعب موجهة لسقي 30 ألف هكتار سواء في المناطق المسقية الحالية أو لتوسيع المناطق المسقية بالمنطقة.
وفي تصريح للصحافة، أكد السيد صديقي أن هذا اللقاء يشكل مناسبة للتواصل مع الفلاحين والمهنيين بجهة الشرق، ولاسيما على مستوى حوض ملوية السفلى والمدار السقوي، حول إشكالية الماء ومياه السقي، مشيرا إلى أنه تم التطرق إلى الحلول التي من شأنها معالجة الظرفية، وكذا تسريع المشاريع المهيكلة الرامية إلى الاقتصاد في مياه السقي وتدبيرها.
وأضاف أن الموضوع الأهم في هذا اللقاء هو تحلية مياه البحر الموجهة للسقي، والتي تحظى المنطقة الشرقية بالأولوية ضمن المناطق المستهدفة بمشاريع التحلية.
وأوضح الوزير أن الهدف هو الوصول إلى سقي 30 ألف هكتار بالمياه المحلاة بحوض ملوية السفلى لاسيما بأقاليم الناظور وبركان والدريوش، مشيرا إلى انخراط كافة المهنيين والفلاحين في هذا المشروع والتسريع بتنزيله.
وتعرف الفلاحة المسقية لسهل ملوية، والتي تشكل المصدر الرئيسي للثروة وفرص الشغل في الجهة، عجزا هيكليا في المياه في ظل التأثير المشترك لتغير المناخ والتنافس على المياه بين الفلاحة والمدن الكبرى للجهة، مما يهدد استدامة الفلاحة المسقية بهذا المدار.
ولمواجهة ندرة الموارد المائية التقليدية بالجهة والحفاظ على مكتسبات الفلاحة المسقية بمدار ملوية السفلى، وضعت السلطات العمومية حلولا هيكلية تهدف إلى تعزيز وتنويع إمدادات المياه وترشيد استخداماتها.
ويتعلق الأمر بتعلية مستوى سد محمد الخامس لتحسين توزيع موارد المياه السطحية، وتحلية مياه البحر لتعزيز وتنويع إمدادات المياه، وفصل وتحديث شبكات إمدادات مياه الشرب عن قنوات الري للحد من ضياع المياه، وكذا تحديث شبكات الري، والتحول الجماعي إلى السقي الموضعي لتوفير المياه وتحسين الإنتاجية الفلاحية.
يذكر أن جهة الشرق تزود أساسا انطلاقا من مركب سد محمد الخامس – مشرع حمادي، وهو جزء من حوض ملوية. ويمكن هذا المركب من توفير مياه الشرب للجهة وكذلك ري مدارات فلاحية مهمة بملوية السفلى الممتدة على أكثر من 69.000 هكتار.