من مبعوثي الوكالة-ومع
استمتع عشاق الفيلم الوثائقي، أمس الجمعة بطنجة، خلال عرض فيلم “شظايا السماء” لمخرجه عدنان بركة، الذي يشارك في مسابقة الفيلم الوثائقي الطويل، ضمن فعاليات الدورة الـ 23 للمهرجان الوطني للفيلم، المنظمة إلى غاية 4 نونبر الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
ويحكي هذا الفيلم (84 دقيقة)، الذي عرض بالفضاء السينمائي “ميكاراما غويا”، عن مصير محمد، من البدو الرحل، وعبد الرحمن، أستاذ علم الفلك، إضافة إلى بدويين آخرين، جميعهم ملتزمون بالبحث عن الأحجار في قلب الصحراء المغربية.
للوهلة الأولى، قد تبدو هذه المغامرة سخيفة، حتى نكتشف أن هذه الأحجار، ذات الأصل السماوي، تمتلك القدرة على تغيير حياة أولئك الذين يجدونها. بشكل عام، يشرع أبطال الفيلم في السعي للحصول على أحجار مماثلة، على الرغم من أن دوافعهم الشخصية ترشدهم بوضوح في هذه المغامرة.
وقد نجح هذا الفيلم (سنة 2022) في جذب اهتمام المتفرج، الذي انبهر بالسرد القصصي المبتكر والجمالية البصرية، وبالقدرة الكبيرة لهذا الجنس الوثائقي في الإلهام والتثقيف.
وفي تصريح للصحافة عقب العرض، قال مخرج الفيلم إنه حاول من خلال هذا الفيلم الوثائقي “استعراض تساؤلات حول أصل الحياة، ولكن في كل مرة يبحث عن إجابة، تظهر له تساؤلات جديدة، تاركة وراءها لغزا يجب حله”.
وأضاف أنه “من خلال البحث عن النيازك مع الرحل وأحد العلماء، ندرك معنى السعي ونفهم أنه في نهاية المطاف، المسار هو الأهم، وليس الوجهة”، مشيرا إلى أن هذا الفيلم يشكل بالنسبة له رحلة أثنته عن مواصلة البحث عن إجابات يتعذر الوصول إليها.
ويعتبر “شظايا السماء” أول فيلم وثائقي طويل لعدنان بركة، وهو نتيجة ما يقرب من ثماني سنوات من العمل.
وأخرج بركة فيلما وثائقيا قصيرا بعنوان “Talbanine” سنة 2010، تناول تاريخ مدرسة جبلية منعزلة، بالإضافة إلى فيلم وثائقي بعنوان “Wandering Stars” سنة 2019، يرسم صورة ثلاثة شباب مكفوفين.
وفاز “شظايا السماء”، الذي مثل المغرب في العديد من التظاهرات السينمائية الدولية، في غشت الماضي، بالجائزة الكبرى (Black Iris) لأفضل فيلم وثائقي عربي طويل، والتي تم منحها ضمن المسابقة الرسمية للدورة الرابعة لمهرجان عمان السينمائي الدولي.
وإضافة إلى فيلم “شظايا السماء”، تشارك في مسابقة الفيلم الوثائقي الطويل أفلام “المغرب وحركات التحرر الإفريقية” لحسن البهروتي، و”بيت الحجبة” لجميلة عناب، و”أرض الأحلام المكسورة” لكل من خالد لعبودي هانو-بيكا فيتيكاينين، و”التحدي امرأة” للبنى اليونسي، و”نساء في مهب الريح” لعز العرب العلوي، و”صدى الصخور” لغزلان أسيف، و”الفارو” لفاتن خلخال، و”اللغم الأخير” لفاطمة أكلاز، و”حراس الذاكرة” لسعيد بلي، و”مسيرة” لأسماء المدير، و”ذاكرة لاباث” ليونس بوحمالة وأحمد زركان، و”مرايا منكسرة” لعثمان السعدوني، و”ذاكرة جسد” لمحمد زاغو، و”الرحلة” لسعد زريبيع.