أبرز المخرج المغربي محمد عهد بنسودة والمخرجة المصرية عزة الحسيني، اليوم الأربعاء، في إطار الدورة الـ16 للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، المراحل البارزة التي طبعت مسيرتهما المهنية، خلال تناولهما للقضايا البارزة المطروحة في مجال الإنتاج السينمائي.
وفي هذا الإطار، توقف المخرج المغربي عند المحطات التي طبعت مسيرته الأكاديمية، وخبراته المهنية كمخرج مساعد شارك بالعديد من الأعمال السينمائية العالمية التي تم إنتاجها بالمغرب، قبل أن يعمل على تطوير “أعمال وطنية ذات نطاق دولي”.
وفي جوابه عن سؤال بخصوص المكانة التي يوليها للتراث المغربي في أعماله، أكد السيد بنسودة على أهمية الحفاظ ونقل التراث الثقافي اللامادي، مشددا على التزامه بتثمين التقاليد المغربية.
وفي هذا السياق، كشف عن الرمزية الثقافية التي تضمنها فيلمه “الردى” الذي تتمحور أحداثه حول معتقد قديم حول طريقة توليد النساء، تطلب منه بحثا تاريخيا طويلا.
وبخصوص معالجة القضايا المتعلقة بالمرأة، أوضح المخرج المغربي أنه يريد “فتح النقاش” حول المواضيع الحالية من خلال أفلامه، في محاولة لإيجاد توازن بين التحسيس والترفيه، كما كان الأمر بالنسبة لفيلم “خلف الأبواب المغلقة” الذي سلط الضوء على إشكالية التحرش.
من جانبها، أبرزت عزة الحسيني تجربتها الغنية في المجال المسرحي، مشيرة إلى أن إدارة فرقة مسرحية ساعدتها في إنشاء وتدبير الجمعيات الثقافية.
وأوضحت أن تأسيس مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، سنة 2011، جاء في ظرفية كانت فيها مصر “في حاجة” إلى التركيز على مشروع جديد يعود بالنفع على السكان المحليين، مع تعزيز صلاتهم مع إفريقيا.
ودعت المخرجة المصرية إلى إنشاء مكتبة أفلام إفريقية، بهدف تسهيل الولوج إلى الأرشيف والسماح للشباب باكتشاف الأفلام القديمة بسهولة.
كما حثت على تعزيز التعاون مع الدول الإفريقية من أجل تثمين صناعة السينما الإفريقية، والحفاظ على الهوية الثقافية للقارة السمراء وتشجيع المخرجات العربيات.
وبدأت عزة الحسيني، الحاصلة على دبلوم إدارة الأعمال من جامعة القاهرة، وخريجة المعهد العالي للسينما، مسارها المهني كممثلة قبل أن تقوم بإخراج العديد من الأفلام الوثائقية للتلفزيون المصري.
أما محمد عهد بنسودة، فقد حصل على الإجازة في التصوير السينمائي من جامعة السوربون بباريس، وعلى دبلوم الإخراج من معهد “سينتيل” في باريس، ودبلوم كتابة السيناريو من كندا.
ويشكل مهرجان مهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، فرصة للتداول في شؤون هذا الفن من قبل سينمائيات من مختلف المشارب العربية والإفريقية والدولية، وكذا تبادل الخبرات والتجارب، ومناقشة شؤون المرأة من خلال الإبداع في صناعة الأفلام.